افتتحت الدكتورة فوزية ابو النجا رئيس اقليم وسط الصعيد الثقافي وحسين صبرة مدير عام الاقليم وعبد العال زهران مدير عام فرع ثقافة أسيوط معرض الخط العربي "جماليات وآفاق" بقاعة المعرض بقصر ثقافة أسيوط، ويشارك فيه 26 فنانا وفنانة قدموا 49 عملا تنوع بين لوحات كتبت على قماش التوال بالخط الكوفي والثلث، ونقش لبعض الايات القرآنية على الخشب مثل سورة (الفلق) وسورة (الناس)، كما تنوعت النقوشات الخشبية على أعمدة أو منضدة أو كرسي لتتحول هذه الأعمال ذات التقنية العالية لتحف فنية.
وأعقب افتتاح المعرض إقامة ندوة (عن تاريخ الخط العربي وفنونه) للدكتور مارتن لنجز والدكتور سعيد عبدالقادر الذي بدأ حديثه عن التوازن والانسجام بين حروفه، وكلماته، وسطوره، مشيرا إلى أن الإقبال الكبير على كتابة "المحقق" من قبل الخطاطين والكتاب على مختلف مستوياتهم ومهاراتهم جعل منه أكثر الخطوط نضوجًا وانتشارًا. بعدها استعرض الدكتور مارتن لنجز بعض العبارات لخط "المحقق" في كتابه روائع فن الخط والتذهيب القرآني، الذي قامت به جمعية المكنز الإسلامي بإخراجه، وقال لنجز: "إن بعض اللوحات القرآنية تبرز لنا جانبا من الوحي لا يملك القدرة على إبرازه إلا الخط المحقق، فإننا نستشعر فيه قوة غامرة، مثل موجة مدية عارمة، أو نهر في حالة فيضان".
وذكر بأن خط الكوفي بمختلف أنماطه الزخرفية استمرت بالسيطرة على العمائر حتى القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي حيث بدأ بالتخلي عن مكانه الخط الثلث الجلي الذي كان البديل الأنسب على العمائر. وأضاف لنجز أنه بازدهار الخط العربي كفن مستقل، له أصوله وموازينه وأساتذته المرموقون الذين اتفق المجتمع الإسلامي والمؤرخون على أستاذيتهم، حيث ظهرت أساليب متنوعة ومدارس متعددة بفن الخط في أعمال فنية محدودة سواء بالحبر او على العمائر لكن بشكل تطغى عليه شخصية الثلث، ومن هذه الآثار التي يمكننا أن نرى فيها المحقق: بسملة الحلية الشريفة التي ظلت تكتب بالمحقق كتقليد حافظ الخطاطون العثمانيون عليه وإن كانت تكتب بشكل يميل أكثر نحو الثلث.
إحدى اللوحات المشاركة
