DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

 استخدام الجوال اثناء القيادة يهدد الحياة

الجوال أثناء القيادة.. حياتك أهم

 استخدام الجوال اثناء القيادة يهدد الحياة
 استخدام الجوال اثناء القيادة يهدد الحياة
أخبار متعلقة
 
لا يكاد يخلو مقال عن السلامة المرورية من تلك العبارة الهامة المزلزلة التي تقول: إن الوفيات الناتجة عن حوادث السيارات تتصدر قائمة الوفيات في الكثير من دول العالم وعلى رأسها المملكة. ويبدو أن هذه العبارة ستراوح مكانها، إذ ليس يتوقع لها ان تنحسر عن مقالاتنا في القادم من الأعوام. فإن كنا نتحدث في سنوات مضت عن ان السرعة وعدم ربط الحزام لهما السبق في زيادة عنف حوادث المرور وتأثيرها المدمر في الاشخاص والممتلكات، فإن تكنولوجيا العصر قد اضافت بعدا مأساويا يفوق في الخطورة سابقيه، حتى اصبحنا الان نواجه ثالوثا عملاقا نسأل الله لنا ولكل الناس السلامة منه والعافية، ألا وهو استخدام الجوال اثناء القيادة. وليت الامر بات مقتصرا على الرد على مكالمة هاتفية، بل تعدى ذلك الى طباعة وإرسال واستقبال الرسائل ومشاهدة المقاطع والبحث والتصفح لهذه الاجهزة لفترات طويلة اثناء القيادة. حتى صار المنظر مألوفا لشبابنا وانت تراهم خلف المقود متكئين بظهورهم على مقاعدهم بأيديهم والجوالات وعيونهم على الشاشات، وبلا مبالاة، وكأن احدهم يشاهد فيلما او مسلسلا في صالة بيته، يدعي زيفا انه يقود سيارته، وواقع حاله يقول ان آخر ما يفكر فيه هو الشارع الذي يعج بأمثاله من اللاهين المستهترين. لقد أثبتت الدراسات الحديثة ان الجمع بين السياقة واستخدام الجوال يعد من اهم الامور المسببة للحوادث الخطيرة والقاتلة، حتى بات تشتت التفكير اثناء القيادة بسبب هذا الجهاز مسؤولا عن اكثر من 38% من نسبة الحوادث. فماذا ننتظر؟ والى اين نحن سائرون؟. إن مصيبة المصائب اننا جميعا ندرك خطورة الجمع بين السياقة واستخدام الجوال، إلا ان الجميع (الا من رحم ربي) لا يتقيد بهذا السلوك. وبالرغم من أن ضآلة نسبة مستخدمي الجوال اثناء القيادة في بلد متقدم مثل كندا (واحد من كل عشرين) مقارنة مع غيرها من الدول، الا ان الاهتمام بهذا الامر في اعلى صوره، فما بالنا لا نحرك ساكنا ونسبتنا قد تصل الى واحد من بين كل خمسة او اكثر من ذلك في اوساط الشباب؟، لماذا نستسلم لهذا الامر وكأنه قضاء لا يمكن أو لا يجوز تغييره؟. إن التوعية المخلصة الصادقة بمخاطر استخدام الجوال اثناء القيادة يجب ان تتصدر الاولويات، دينيا وتربويا واقتصاديا واخلاقيا وقانونيا؛ للحد من استشراء هذه العادة الخطيرة والاستسلام لها كأمر واقع لا مفر منه. هذا، ومن اهم وابرز النقاط التي يجب التشديد عليها وتوضيحها ان نسبة خطر الاصطدام اثناء استخدام الجوال ترتفع الى خمس مرات اكثر من عدم الاستخدام، كما ان المكالمة او الكتابة او التصفح اثناء القيادة له مردود سلبي على ردة الفعل المطلوبة والتي تحتاج الى اعلى درجات اليقظة للمحافظة على السرعة او المسار او القدرة على النظر في المرايا لاستطلاع زوايا الطريق. وإلى أولئك الذين يمارون ويدعون جهلا ان كل ما ذكر آنفا هو كلام لا قيمة له، وان التكنولوجيا قد اوجدت الحل الشافي لهذه المشكلة من خلال خاصية (بلوتوث)، حيث لم نعد بحاجة الى استخدام اليدين للرد على المكالمات، الى هؤلاء نقول إن الدراسات العلمية المختلفة قد اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان التشتت وعدم التركيز والخطر وبنفس القدر موجود وحاصل حتى وان لم نستخدم اليدين؛ لأن الانشغال العقلي بالمحادثة هو سبب التشتت وليس حمل الجهاز.