DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

اضمن لي «كميت» أضمن لك «مرات»

اضمن لي «كميت» أضمن لك «مرات»

اضمن لي «كميت» أضمن لك «مرات»
بعض البلاد تسكنك وإن لم تسكنها قط! بل لم تزرها قط! مدينة تسكن في قلبك من رواية ما أو قصيدة ما. فما بالك لو كانت تلك البقعة من الأرض تحتل مكانها في قلبك وعقلك؛ لأنك نمت وأفقت في طفولتك على ذكرها؛ طرقاتها، وبيوتها الطينية القديمة، قصائد الشعر التي لونت مجالس أهلها، أهلها الذين يحملون أرواحا شفافة حديثهم فيها شعر، حب وغزل، كرم ومروءة، كأن الشعر المنغم يجري فيهم مجرى الدم، وكأنه يحولهم إلى مخلوقات نورانية! وكأن حكايات البطولة والشهامة هي نسيج أيامهم، هكذا عرفت (مرات) وأحببتها وأكاد أشم رائحة بيوتها وطينها واستمتع بلحظات المساء البارد فيها، أحببتها من حكايا جدتي وأمي، وأحببتها لحبهما لها، وبعد رحيلهما ظلت تلك الأرض عالقة بين الحنايا، لا تبرح مكانها، بل ازداد ثباتها بعد أن تواصلت مع بعض الأقارب فيها، ولم يفاجئني تعلقهم بتراب مرات في الحر والقر، ولم يفاجئني ذلك الشعر الذي يتنفسونه شهيقا وزفيرا، حتى أكاد أشك أن كل بيت هناك لا يخلو من شاعر أو شاعرة إن لم يكن أكثر. (على جبال الغدير قصائد وحكايات من مرات) كتاب أهداه لي أخي فهد بن محمد الفهيد؛ شاعر من مرات جمع في كتابه شطراً من حكاياها وقصائد شعرائها، واستفتح كتابه ببضعة أبيات عنها فقال: يا أعذب الوجد يا مسرى الوله ف الوريد يا أول الحب وآخر حب وسط الفؤاد آه وان جيت اسولف فيك يحلى النشيد وان تنفست عطرك صار ريحك زباد أما الإهداء فكان مؤثراً جدا حيث قال: (إلى كل النائمين بسلام شرقي جبل (كميت) إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إلى الجيل الواعد من شبابنا أهدي هذا الكتاب) كميت الجبل العلم الذي يقف شامخاً ليستهدي به الناس منذ سار ذلك المثل - في عنوان المقال - بين الناس، جبل كميت الذي مر تحت ظله كثير من شعراء الجاهلية وما بعدها، فقد كانت وما زالت مرات ولادة للشعراء باللغة الفصحى واللهجة الدارجة، ومن أبرز شعرائها، حمد الحجي الذي اختطفه الحزن من حياته فكان رحيله في وقت مبكر. وفي الكتاب تراجم تعرف بثلاثين شاعرا وشاعرة من شعراء العامية ينتمون لثلاثة أجيال، نقلوا في قصائدهم حكايا الحب والصداقة والفراق والألم والجوع والأمل في أبيات بسيطة، تكشف عن رقة الشعور ورهافة الحس وكثير كثير من اللطف والود. ها هو زيد بن محمد الزيد يتغزل قائلاً: قالوا عليل وقلت شفي مضاوي حطت على قلبي من النار مشهاب قالوا تعرفه؟ قلت عني غناوي ولانيب في درب المقفين طلاب مير الهوى والود يرث بلاوي راعي الهوى لو تاب فالجرح ما طاب أما محمد بن ابراهيم المنصور فقد تألم لفقد عينه من قطرة خاطئة، فاضطر لوضع العين الزجاجية فقال: ياونتي ونة اللي ضامه الديني إلى بغى حاجته معاد يطريها دمعة على الخد غادٍ له سباحيني كن المحاجر على الخدين تكويها القطرة اللي سببها دمرت عيني الله حسيبي لدكتور عطانيها وهذا الشاعر مساعد بن دايل ناله ما ناله من ضيق ذات اليد كحال الكثيرين في زمنه عمل عند أحدهم يوماً ولم يشبعه طعامه فقال: يا الله اللي له يصلون الأوقات يا عالم ما في القلوب الخفية ويا الله عسى عقب الغرابيل كيفات واللي مضى ما عاد يرجع له تفرج لقلب على جال مصلات ما ذاق في الدنيا حياة هنية يا رب وان تفنى الحريم البخيلات وياعل ما يذكر لهن مذكرية المعزبة جابت لنا خمس فذات يوم كلتهن دلت تهاوش عليه يا يوه ما عندك ولو خمس رصعات ولا فقطعة كرشة من بطية المعزبة هي زوجة الرجل الذي عمل لديه وبطية هي زوجة بائع اللحم. تتنوع الحكايا فتتعدد القصائد؛ لترسم ملامح أزمان مرت سريعة، تعاقب فيها الجوع والشبع والقرب والفراق، لينتهي الجزء الأول من الكتاب ويسلمنا لوقت ننتظر فيه الجزء الثاني. * كاتبة