DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. علي عبدالعزيز العبدالقادر

د. علي عبدالعزيز العبدالقادر

د. علي عبدالعزيز العبدالقادر
د. علي عبدالعزيز العبدالقادر
أخبار متعلقة
 
حينما يدخل السائح جامع قرطبة الكبير.. يصاب بحالة انبهار طاغية على كيانه.. وهو يشاهد تلك الاعمدة الرخامية الباسقة والاقواس المزدوجة .. ويقف امام المحراب المدهش ويتأمل تلك الزوايا التي كانت مخصصة لافذاذ العلماء في جميع التخصصات العلمية والانسانية والدينية والفلسفية المعروفة في ذلك الزمن .. منذ تم اعلان مدينة قرطبة عاصمة الدولة الاموية في الاندلس في سنة 316 هـ وبعد انشاء الجامع الكبير على يد عبد الرحمن الداخل ومن بعده عبد الرحمن الناصر .. فصارا أول جامعة في اوروبا بل في العالم .. حيث يفد إليه الطلاب من اوروبا وغيرها.. وعلى سور (قرطبة) تقف تماثيل بعض علمائها: كابن رشد وابن حزم وابن ميمون اليهودي.. حيث كان العلماء من مختلف الديانات والاجناس يفدون الى الجامع الكبير وكل يعلم تلاميذه من مختلف البلدان في القارات الثلاث.. مما يبرهن على انفتاح الثقافة الاسلامية وتفاعلها الايجابي مع الثقافات الاخرى. مما جعل الاندلس العربية الاسلامية .. دولة التسامح والتحاور الثقافي بين مختلف الاجناس والثقافات والاديان..ونتج عن كل ذلك حضارة راقية مزدهرة انارت دروب التقدم في العصور الوسطى.. وكانت بذلك سببا مباشرا لنهضة اوروبا الحديثة.. ومن ثم العالم الحديث .. فكانت قرطبة وجامعها الكبير قبلة رواد العلم وقد وصفها الشاعر ابن عطية الاندلسي في قوله: ==1== باربع فاقت الامصار قرطبة ==0== ==0==وهن قنطرة الوادي وجامعها هاتان اثنتان والزهراء ثالثة==0== ==0==والعلم اكبر شيء وهو رابعها==2== فلا غرابة أن يكون التعليم الجامعي المعاصر في مدينة قرطبة هو امتداد لماضيها المجيد الحافل بشتى العلوم والاداب والفنون.. وتأتي (جامعة قرطبة) التي تأسست في عام 1972م امتداد لذلك العهد الزاهر ..وتأتي مشاركة الجامعة في الدورة التاسعة( دورة ابن زيدون) لمؤسسة جائزة عبد العزيز بن سعود البابطين للابداع الشعري) في اكتوبر 2004 م اضافة مهمة الى سجلات الوعي الثقافي للجامعة ولتستعيد ذكرى ذلك الحوار الثقافي الذي شهدته مدينة قرطبة ابان حكم العرب المسلمين والحديث عنها في هذا اللقاء يعطي القارئ فرصة ثقافية للتعرف على احدى المؤسسات الجامعية الحديثة في عالم اليوم. تقع المدينة الجامعية في قلب المدينة الحديثة لقرطبة.. وتستقبل قاعاتها الدراسية يوميا واحد وعشرين الف طالب من بينهم طلبة عرب وايرانيون.. ويقوم بتعليمهم الف ومائتا استاذ جامعي بمعدل (17,5 طالب لكل استاذ) ويقوم بتقديم الخدمات المساندة اداريا وماليا وفنيا سبعمائة موظف ..والدراسة فيها مختلطة وتضم التخصصات التالية: كلية البيطرة ـ كلية العلوم ـ كلية الهندسة الزراعية ـ كلية العلوم والتقنية ـ كلية الفلسفة والاداب ـ كلية علوم العمل ـ كلية التربية ـ كلية الاقتصاد وادارة الاعمال ـ معهد المعلمين ـ كلية الطب ـ معهد التمريض وتعتمد كل عامين برنامجا للراغبين في دراسة الماجستير والدكتوراه , وتوضح هذه التخصصات فلسفة الجامعة واهدافها في اعداد الكوادر الوطنية التي يحتاجها سوق العمل. وتوفر الجامعة العديد من الخدمات: كالاسكان الحديث للطلبة من الجنسين والبنية التحتية لكافة الانشطة والفعاليات والرياضية. والمكتبة الجامعية الغنية بمختلف أوعية العلم والمعرفة والوثائق والاجهزة السمعية والبصرية واحدث اساليب التكنولوجيا الحديثة.. أما قسم النشر فيقوم بطابعة الابحاث التي تعد في الجامعة .. ويتم تبادل الانتاج العلمي مع المعاهد الاسبانية والاوربية والامريكية ويتوافر لديها حوالي الف بحث علمي مطبوع . وتوفر الجامعة دورات لتعليم اللغات الاجنبية: الانجليزية والفرنسية والالمانية والايطالية والعربية والاسبانية بالاضافة الى خدمة الترجمة. تقوم جامعة قرطبة بتفويض محام للدفاع وحماية حقوق ومصالح جميع منسوبي الجامعة من اساتذة وموظفين وطلبة.. كما تقدم خدمات التوجيه والارشاد الطلابي والعلمي والبحثي .. والاستعلامات المختلفة والمعلومات عن فرص العمل في المجتمع. لقد اشار (رئيس الجامعة الدكتور أوخينو دومينغيث فيلتشيس) في كلمته في حفل افتتاح دورة ابن زيدون .. الى أن جامعة قرطبة مستعدة للتعاون مع الدول العربية في مجال التعليم والبحث العلمي ومختلف النشاطات الثقافية والمبادرات التي تحث على الحوار والتقارب بين الاشخاص والشعوب من أجل السلام والتقدم في اطار من العدل والمبادئ الديموقراطية. ويجدر القول بأن مدينة قرطبة تم اختيارها لتكون عاصمة للثقافة في اوروبا سنة 2016م .. وقد بدأت الجامعة في وضع البرامج الثقافية بالتنسيق مع الجهات المعنية في البلاد ومن هذا يتبين دور الجامعة واسهامها في كل ما يرفع من شأن الوطن.