DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

خصوم الثقافة

خصوم الثقافة

خصوم الثقافة
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير ما فتئت هذه الأمة تعاني ممن ينخر في كيانها الثقافي، بحشو المغالطات والافتراءات عليها، حتى فتحت حلقة أخرى من حلقات حارقة تهدف إلى هدم كياننا الثقافي، والذي صار سمة لنا في المحافل العالمية، وكذلك خلال المحاورات والمناظرات العلمية والثقافية وبعد أن كنا نعاني من صراع خارجي، بتنا نعاني من أعداء لهذه الثقافة من الداخل، حشدوا أنفسهم لمجابهة جادة ورغبة عارمة لدحر كل الثقافات، والنهوض بمجد المتعة والمادية والكسل!! نعقوا نعق الغراب بتمزيق الكتاب والهجوم على الكتاب وعلى كل متعلق بالثقافة، لأنها باختصار مضيعة للوقت مهدرة للأموال، ولا تقود إلى تحقيق رغبة جامحة في النفس. وبعد أن كانت الصراعات حول الثقافات على أشدها، تظهر دعوات بعض المغمورين إلى نبذ كل الثقافات واسقاط مفهوم (ثقافة) ومشتقاتها ودعوة إلى ترك القراءة والمطالعة، والالتفات إلى طلائع الحياة، والركون إلى ظلام الجهل ودوامة الكسل، أو الرسوخ تحت طاولة النفوذ المادي، وهجر الثقافة لأنها لا تحقق طموحات تجمح إلى طغيان الذات، واستعلائها على الآخرين. ومن سمات ثقافتنا أن مرتاديها والمشاركين في نهضتها هم خليط من شتى شرائح المجتمع، أسهموا في دعمها وظهورها بشكل خلاب، أبهرت العالم بجمالها، وكانت محط الأنظار وتحت أعين الخبراء وعنوانا هاما للدراسات ومجالاً خصبا للباحثين، لنرى بعد ذلك الضوف والمؤلفات تحكي ثقافتنا، وتسطر جمالياته وثنايا إبداعه، في حين أن من بيننا من يرفض فكرة (ثقافة) لمبررات واهية، تنم عن عقلية غفلت عن بواطن الادراك، وفلسفات النضوج العقلي. ولا نغفل أن أعداء الثقافة كثر، بل قد يكونون من محبي الثقافة والمتطلعين إلى نهضتها، ولكنه بصراعاته الثقافية قد يؤول إلى غير ما نحب. ونعلم جميعا أنها صيحات قد اصطدمت بكيان الثقافة، فهالها ما هي فيه من نهوض وارتقاء إلى مصاف الثقافات الأخرى، فدب فيها الخوف والخنوع لذاك العملاق الشامخ بثقافته ونضجه. وعلى الرغم أننا نعيش ازدهاراً ثقافيا ملحوظا على كافة الصعدة، فإنه لا يزال بيننا من يكونون مطارق للتحطيم ومعاول للتهديم في الثوابت الثقافية التي نقوم عليها، وليت دورهم اكتفى بالفرحة والركون إلى الدعة والكسل. ثقافتنا تنهض بجهدنا، ووصولها إلى العالمية كان بجهد أطياف من أمتنا، جدوا في مسيرتهم وأخلصوا في نواياهم، ونحن نجني ثمار جهدهم وعليه فدورنا يكمن في جهد عظيم نبذله لنصل بهذه الرسالة المنيرة إلى غيرنا، وأن نبذر بذور الرقي بها لمن بعدنا، حتى يجنوا الثمار ويكملوا الرسالة بعدنا، فالثقافة تعيش لمن أخلص لها وعمل من أجلها وإلا فما من مناص في ذبولها، وهذا سراب في بقعة صحراء. @@ أحمد خالد العبد القدر