DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

النسيان نعمة أم نقمة؟

النسيان نعمة أم نقمة؟

النسيان نعمة أم نقمة؟
النسيان نعمة أم نقمة؟
أخبار متعلقة
 
النسيان هل هو البلسم السحري الذي يباعد بيننا وبين الألم والمصائب ام انه السيف الذي يقطع ما بيننا وبين الرغبة في الحياة وهل هو الذي يضعنا في المواقف الحرجة ام انه الذي يمنحنا القدرة على مواجهتها؟ الاسئلة كثيرة وعديدة ولكننا مضينا ببعض منها الى ضيوفنا لعلنا من خلال تجربتهم نستخلص شيئا ما يطابق او يخالف ما يقول به علم النفس. أمنية محمد شاب في العشرين من عمره يدرس في احدى الجامعات تبدو على وجهه مسحة من ألم عندما توجهنا اليه بالسؤال عن موقف تعرض له بسبب النسيان وهل النسيان نعمة ام نقمة قال : أي نسيان؟ في الحقيقة انا لا اعرف مصطلحا بهذا الاسم وما استطيع ان اقول به ان هناك حوادث تمر بالانسان بعضها هام وبعضها هامشي، وبعضها يؤثر وبعضها لا يؤثر.. الذي يؤثر لا يمكن لنا تجاهله وكل ما يحدث هو اننا مع تراكم الايام نضعه في مراتب متأخرة في الذاكرة ولكنه لا ينسى فمثلا انا لن انسى اهانة ابي لي دوما لتعثري في الدراسة او لأي سبب لانه يريدني ان اكون صورة مشابهة له وهذه الاهانات تركت في نفسي اثرا سيئا يعوقني ولا اعتقد انني سأنساها أبدا. ربما يكون هناك نسيان ولكني لا اعرفه واتمنى ان اصاب به حتى اطرح تلك الآلام وامضي في طريقي دون عوائق. لعبة رجاء الطالب الجامعية تؤكد في اجابتها ان النسيان سمة بشرية رغم ان بعض علماء النفس ومنهم (فرويد) يصر على اننا (لا ننسى) ابدا في الواقع اي شيء لانه يظل باقيا، ما بقينا، في عقلنا الباطن او غير الواعي ولكن العقل الواعي يخاف من تذكر ما يسوؤه، فيعرض عنه ويؤثر ان يبقيه دفينا تحت مسمى النسيان ويضرب مثلا على ان الشخص الذي يقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي يستطيع ان يذكر عشرين اسما من اسماء زملاء طفولته وصباه في حين انه في اليقظة لا يذكر اسما واحدا. وتستطرد: انها شخصية لا تميل الى ما طرحه فرويد، حتى وان كان حقيقة لان النسيان نعمة فهي كما تقول نسيت العديد من الامور. نعمة مساعد موظف شاب في احدى الدوائر الحكومية تزوج حديثا ويبدو قانعا وراضيا بحياته، وعندما عرف بموضوعنا قال في حماس :النسيان نعمة لا تقدر بثمن ولولاها لمتنا قهرا فنحن نتعرض في حياتنا لكثير من العوارض المفرحة والمحزنة ولو تراكمت في ذاكرتنا واتقدت لوقفنا مكاننا لا نبرحه، فمثلا عندما توفي والدي كان الامر لطمة كبرى ظننت انني لن اتعداها وانني لن ارى للحياة طعما مرة اخرى ولكن المصيبة التي بدأت كبيرة ومؤلمة ومحبطة اخذت تتضاءل وبقوة الايمان والارادة ونعمة النسيان من الخالق استطعت ان اتخطى الامر وان أبدأ حياتي وان اتولى مساعدة اخواني لأنني أكبرهم والحمد لله مضت الحياة والامور على ما يرام. أليس ذلك من نعمة النسيان؟ لو ظلت تتذكرها لأصيبت بالاحباط والالم وتنهي رجاء مداخلتها قائلة لولا النسيان لتكالبت علينا المصائب. لا نسيان نورة معلمة في المرحلة الثانوية قالت في اسى: ليس هناك نسيان فهل يستطيع انسان ان ينسى من سبب له الألم او من يناصبه العداء او من يسفه جهوده واقواله او من يقلل من قيمة عطائه او من سبب له جرحا في قلبه؟ وتستطرد: انا لا اعرف هذا الشيء الذي يسمى النسيان وان كنت من اجل ان تمضي الحياة اتناسى بعض الامور حتى لا يصيبني الاحباط والمرض. خاتمة وهكذا نطوي اسئلتنا ونمضي وكلنا يقين بأن النسيان ككل امر في الحياة يحمل في جوانبه الإيجاب والسلب وعلينا الاختيار حتى تمضي الحياة أليس كذلك؟