تزايدت الشائعات الأسبوع الماضي حول احتمال تخلص الرئيس الأمريكي جورج بوش من نائبه الحالي ديك تشينى وترشيح شخص آخر لمنصب نائب الرئيس على بطاقته لانتخابات الرئاسة المقبلة يكون أكثر جاذبية في خطوة لمواجهة النمو الجارف لشعبية منافسيه من الديمقراطيين. وكانت الشائعات قوية لدرجة دفعت تشيني لالقاء خطاب عن مستقبله السياسي في الحزب الجمهوري مكذبا التقارير التي أفادت باعتزام بوش التخلص منه من أجل مرشح آخر أكثر شعبية. وفي لقاء مع إحدى المحطات التلفزيونية من المقرر أن يذاع اليوم الاحد قال تشيني إن بوش أعلنها في غاية الوضوح أنه لا يريد أن يفرق شمل فريق العمل مضيفا أنه لا يستطيع أن يضع سيناريو لكيفية خروجه من السباق. ومن جانبه وفي إطار حملته الانتخابية قام بوش بزيارة العديد من الولايات الأمريكية هذا الأسبوع ليؤكد على الانجازات التي حققتها إداراته ومدافعا عن قراره بغزو العراق. وفي ولاية تنيسي قال بوش وسط حشد من المؤيدين: على الرغم من أننا لم نعثر على أكوام من أسلحة الدمار الشامل فقد كنا على صواب عندما ذهبنا إلى العراق . وكانت أنباء أفادت أن بعض الجمهوريين أبدوا قلقهم من إعادة ترشيح تشيني لمنصب نائب الرئيس مؤكدين أنه أصبح عبئا لاسيما بعد أن أظهرت استطلاعات أجريت في الآونة الاخيرة تفوق منافسه الديمقراطي على نفس المنصب جون إدواردز. ووجه الديمقراطيون انتقادات شديدة لتشيني قائلين إن حرب العراق عادت بالكثير من الارباح على شركة هاليبيرتون التي كان يعمل رئيسا لها وفازت بالعديد من عقود إعادة تعمير العراق تقدر قيمتها بملايين الدولارات فضلا عن تأثيره الشديد على الرئيس بوش. وكانت آخر الأقاويل في هذا الإطار ما ذكر في المقالة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس الماضي من أن تشيني فصل طبيبه الخاص الذي قيل إنه وصف له دواء بطريق الخطأ. وبالتالي يستطيع طبيب جديد أن يقرر وبشكل مقنع أن تشيني الذي تعرض من قبل إلى أربع نوبات قلبية غير قادر صحيا على تولي منصب نائب الرئيس معطيا بذلك الفرصة لبوش لان يختار نائبا جديدا له. الأمر الذي استدعى من البيت الأبيض أن يرد وبشكل فوري على المقالة مؤكدا التزام بوش تجاه تشينى.
وخرج سكوت ماكليلان المتحدث باسم بوش ليقول إن هذا موسم الحملات الانتخابية. وسيكون هناك الكثير من مثل هذه الشائعات . وإذا كتب لتشينى أن يغادر البيت الابيض فإن التكهنات تشير إلى عضو مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين كخليفة له. وماكين كان معارضا لترشيح الجمهوريين لبوش في انتخابات عام 2000 لكنه يتمتع بشعبية كبيرة بين الناخبين الامريكيين. وكانت أنباء قد ذكرت أن المرشح الديمقراطي للرئاسة جون كيري طلب من السيناتور الجمهوري ماكين الانضمام له لشغل منصب نائب الرئيس على بطاقته الانتخابية إلا أن الثاني رفض رفضا قاطعا مؤكدا عدم انضمامه لمنافس حزبه. وبعدها اختار كيري المرشح الحالي جون إدواردز. وفي إطار الحملات الانتخابية حاول الرجلان التقليل من شأن تلك الشائعات بظهورهما سويا أثناء إحدى الجولات الانتخابية ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل أشاد ماكين بتشيني مؤكدا أنه مستشار مهم للرئيس ومن حسن حظ الامريكيين أن رجلا مثل تشيني يعمل بجوار الرئيس. وقبل أكثر من أسبوع على انطلاق فعاليات المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في بوسطن بدأ كيري وإدواردز في تكثيف جولاتهما الانتخابية بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين في الولايات المتحدة. وفي أحد المؤتمرات الانتخابية في لوس انجليس قال إدواردز أنا أؤمن بأهمية بناء الطبقة المتوسطة العظيمة خاصة الملايين من ذوي الاصول الاسبانية والبرتغالية الذين يعملون بجدية ويكافحون من أجل التقدم إلى الامام . وفي الوقت نفسه هاجم كيري السياسة الخارجية لبوش متعهدا بأن يعمل بشكل أفضل وأن يحترم ويعمل مع حلفاء الولايات المتحدة واستمر في هجومه على بوش منتقدا سياساته الاقتصاديه. وكانت استطلاعات أظهرت في الاونة الاخيرة التفوق النسبي للديمقراطيين في أعقاب التحاق جون أدواردز إلى جون كيري وحصل الديمقراطيون على أغلبية في بعض الولايات وعلى الرغم من ذلك فإن نتائج الاستطلاعات مازالت تؤكد أن الناخب الامريكي لم يحسم أمره بعد.
