DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. وسمية عبد المحسن المنصور

د. وسمية عبد المحسن المنصور

د. وسمية عبد المحسن المنصور
أخبار متعلقة
 
الاجابة عن الاسئلة تتطلب مهارة وحصافة، وبعض الاسئلة المباغتة تأتي اجابتها مباغتة ايضا فهي اما ان تكون عبثية لجهل المسؤول بغرض السائل او تكون الاجابة فاضحة لحمق السائل وسفهه، وتنحو بعض الاجابات منحى الطرافة لغاية الطرافة ليس الا. في تراثنا الفكهي كثير من النوادر القائمة على اسلوب السؤال والجواب منها ما اتصل بالجانب اللغوي ومنها ما كان جوابا فقهيا ومنها ما كان لغزا يختبر فطنة المسؤول. قيل لبعضهم اتحب ان تموت امرأتك؟ قال: لا قيل: لم؟ قال اخاف ان اموت من الفرح. لا ينتظر السائل ان تكون اجابة الرجل (أخاف ان اموت من الفرح) تعليلا لرغبته عن موت زوجته فالسائل ينتظر ان تكون الاجابة مناقضة وهي انه يحبها او انه لا يستغني عنها فهي تخدمه وترعاه او انها صاحبة فضل فهي ام اولاده وقد تكون صاحبة مال او ذات صفات فاضلة كالتقوى والذكاء وغير ذلك من الصفات اما ان تكون الاجابة خشيته على نفسه ان يموت فرحا فهذا مكمن الطرافة. اجريت خيل فطلع منها فرس سابق فجعل رجل يثب من الفرح ويكبر فقال له رجل الى جانبه: اهذا الفرس لك؟ قال: لا، ولكن اللجام لي. وهذا موقف من يفتخر بما ليس له ويصدق عليه المثل الشعبي المصري: (القرعة تتعايق بشعر بنت اختها) ويمكن ان نطلق عليه الفرح السبيبي تمثلا بالتشبيه السبيبي. جاء شاعران الى بعض النحاة فقالا: اسمع شعرنا واخبرنا باجودنا فسمع شعر احدهما وقال للاخر ذاك اجود قال: له فما سمعت شعره، قال: ما يكون انحس من هذا قط. الطرافة في الحكاية السابقة تشي بالحس النقدي للرجل فهو قد حكم انه لا يوجد أسوأ شعرا مما سمع فحكم للآخر بالجودة - مقارنة بما سمع - دون ان يسمع ما لديه. ومن طرف الاسئلة ان رجلا سأل عامر الشعبي عن المسح على اللحية في الوضوء فقال خللها باصابعك فقال اخاف ان لا تبلها قال فانقعها من اول الليل، يكشف الموقف عن تصرف الشعبي مع من لا يأخذ بالحكم الفقهي الواضح الذي يتناول الكليات ويتغاضى عن التفصيلات فمن يوغل في تتبع الاحوال الدقيقة النادرة يدخل الناس في جدل عقيم لا فائدة منه. ومن طرائف الاجابات ما روي عن الاعمش في جوابه عن حكم تسليمة الصلاة انه قال: اذا كان عن يسارك ثقيل وانت في الصلاة فتسليمه عن اليمين تجزئك. فالثقلاء مادة خصبة للتندر والتخلص من الثقلاء غاية الظرفاء ففي الموقف السابق يستفيد الاعمش من الحكم الفقهي ان: تسليمة عن اليمين تجزئ للتخلص من الثقلاء ويبدو انه كان يعاني من الثقلاء لذا عندما سئل مرة هل تمرض الروح؟ اجاب في النزع. طابق الاعمش بين اجابته عن مرض الروح وحاله بين ثقيلين فاذا كان الثقيل يمرض الروح فالقياس ان الثقيلين يجعلانها في النزع الاخير. هكذا كانت الطرافة تنبع من بعض صياغات الاسئلة والاجوبة في ثقافتنا اللغوية وهي مازالت ميدانا للدرس العلمي في حقول معرفية متعددة اجتماعية وادبية ولغوية.