يبدو ان الاقتصاد البريطاني سيفقد الارتفاع الكبير في انفاق المستهلكين نتيجة خروج المنتخب الإنجليزي لكرة القدم من نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليا في البرتغال. وقال محللون ان هزيمة انجلترا امام البرتغال البلد المضيف في دور الثمانية يوم الخميس الماضي تعني ان دفعة كبيرة في الانفاق تصل قيمتها الى نحو 300 مليون جنيه استرليني لن تتحق الآن. وسيكون تجار التجزئة والحانات الاكثر تضررا لأن مشجعي كرة القدم الانجليز الذين يشعرون بالاحباط سيلغون احتفالاتهم وسيبقون في منازلهم. وستكون الشركات الاعلامية التي تسعى لتحقيق مكاسب من الاعلانات من بين الخاسرين. وقالت مجموعة شركات التجزئة البريطانية ان هزيمة انجلترا التي القى مشجعون كثيرون بالمسئولية فيها على قرارات حكم المباراة وضعت حدا لارتفاع مفاجئ في المبيعات ادى الى تحقيق المتاجر ايرادات صافية تبلغ قيمتها 30 مليون جنيه استرليني للمباراة الواحدة. وقال ديفيد ساوثويل المتحدث باسم المجموعة: لقد حرمت قرارات الحكم المتاجر من ملايين الجنيهات من المبيعات المحتملة وسرقت من انجلترا ايضا الانتصار. وتقول مؤسسة (فوتبول) التي تراقب صناعة التجزئة ان بعض المتاجر ربما تعاني زيادة مخزونها بسبب تراجع مبيعاتها المتعلقة بكرة القدم. وقال ديفيد سميث مدير المؤسسة: رأينا اتجاها صعوديا ثابتا في المبيعات منذ بداية البطولة وكان هناك شعور عام بالارتياح. لكن تجار التجزئة الذين انضموا الى حملة المبيعات المتعلقة بكرة القدم في وقت متأخر قد لا يستطيعون تصريف سلعهم. وقال مركز ابحاث الاقتصاد والاعمال الذي يتخذ من لندن مقرا له ان الاقتصاد البريطاني كان سيحقق مكاسب قدرها 300 مليون جنيه استرليني اذا تأهل المنتخب الانجليزي الى الدور قبل النهائي والمباراة النهائية في البطولة.
وقال دوجلاس ماكوليامز الرئيس التنفيذي للمركز: قدرنا اننا كنا سننفق ما يتراوح بين 100 و150 مليون جنيه للمباراة الواحدة اذا استمرت انجلترا في البطولة. وفي لندن تراجعت اسعار الاسهم، التي كان يعتقد انها ستستفيد من البطولة، بعد ظهر امس الجمعة اذ هبط سعر سهم شركة اومبرو للملابس الرياضية اربعة بنسات ليصل الى 113.5 بنس وتراجع سهم شركة سكوتيش اند نيوكاسل للجعة 1.5 بنس الى 439.5 بنس وخسر سهم سلسلة متاجر وليام هيل للمراهنات 2.5 بنس ليبلغ سعره 533 بنسا. لكن خسارة انجلترا كانت مكسبا للبرتغال في ميدان كرة القدم. وقالت مؤسسة داتامونيتور لتحليل بيانات السوق ان من المتوقع ان تنمو السوق البرتغالية بنسبة 2.4 بالمائة في عام 2004 بعد سنوات من الكساد ويرجع ذلك في الاساس الى المبيعات القوية خلال نهائيات كأس الامم الاوروبية. وستكون نسبة كبيرة من هذه الزيادة نتيجة سفر المشجعين البريطانيين والالمان والاسكندنافيين المحبين للجعة الى البرتغال لحضور مباريات البطولة.
