DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الاسلام يرفض العنف

النصوص الشرعية تبين خطأ وضلال العنف.. ورفض الشريعة له

الاسلام يرفض العنف
 الاسلام يرفض العنف
أخبار متعلقة
 
اخرج الامام البخاري من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، ولمسلم من حديث زيد بن ثابت قال: اقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال). أحبتي في الله ان لحادث الخبر وقعا أليما في قلب كل محب لهذه البلاد واهلها وساكنيها، يوجب علينا ان نتوقف معه اليوم لننظر في قراءتنا للحدث هل لهذا العنف دليل من كتاب الله وسنة نبيه؟ نعم الكتاب والسنة هما اللذان أمرانا بان نرد النزاع اليهما (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) (يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلا). أمة الاسلام اما ان نؤمن بأنه رسول الله حقيقة لا ينطق عن هوى فنسلم لأمره وهديه وقوله وخبره وإلا فدعوى الايمان به باطلة (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) يقول صلى الله عليه وسلم : (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) أخرج الامام البخاري عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). وحتى ندرك معنى ذلك في الفتنة التي نحن فيها، تأمل معي حديث الامام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو الى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه) وله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج قالوا: وما الهرج قال القتل) ولمسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل) وبالرد السليم للكتاب والسنة نجد الآتي: أولا : إن في هذا العنف استهانة واضحة بحرمة بلاد الاسلام وبحرمة دم وعرض ومال اهلها ومن جاورهم وساكنهم بعقد او عهد، اما حرمة دم المسلم فلا يختلف في ذلك اثنان من المؤمنين. ففي صحيح الامام البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه (ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال: يا أيها الناس اي يوم هذا قالوا: يوم حرام قال: فأي بلد هذا قالوا: بلد حرام قال: فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت قال ابن عباس رضي الله عنه فوالذي نفسي بيده انها لوصية الى امته فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) وأما الاعتداء على المسلم ففي البخاري من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من حمل علينا السلاح فليس منا) وأما عصمة اموال ودماء اهل الذمة فمحرمة بالعهد قال الله (وأوفوا العهد إن العهد كان مسؤولا) وقال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) وهو الذي يقول (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) وفي البخاري من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما وعند ابي داوود باسناد صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال : (ألا من ظلم معاهدا او انتقصه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة). ان قتل نساء المحاربين وأطفالهم وشيوخهم لا يصح فكيف بمن استأمننا على نفسه وماله واعطيناه على ذلك عهد الله ورسوله. روى الامام مالك عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث جيوشا الى الشام فخرج يمشي مع يزيد ابن ابي سفيان فقال له: انك ستجد قوما زعموا انهم حبسوا انفسهم لله فذرهم وما زعموا انهم حبسوا انفسهم له، واني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه ولا تغلل ولاتجبن) ومما تقدم من النصوص يتبين خطأ وضلال هذا العنف ورفض الشريعة له. ثانيا : عدم فهم حقيقة ومقصود الشارع الكريم من معنى الحياة وقصد الوجود فلقد حرم الله قتل النفس بدون حق فقال عز من قائل: (واتل عليهم نبأى ابني آدم اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك، قال إنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط إليك يدي لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين). لذا يقول صلى الله عليه وسلم لاتقتل نفس ظلما الا كان على ابن آدم الاول كفل من دمها لانه أول من سن القتل: (من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا). والنصوص في ذلك كثيرة مستفيضة (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق). وذكر من صفات عباد الرحمن (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق) وقال (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة) واما العمد فلا تسل عن جرمه وعقوبته (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما). وفي البخاري أن المقداد بن عمرو الكندي رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : (أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال اسلمت لله أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتله فقال: يارسول الله انه قطع احدى يدي ثم قال ذلك بعد ما قطعها فقال صلى الله عليه وسلم: لا تقتله فان قتلته فإنه بمنزلتك قبل ان تقتله وإنك بمنزلته قبل ان يقول كلمته التي قال ) وفي البخاري من حديث اسامة بن زيد رضي الله عنه : قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا اسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت كان متعودا فمازال يكررها حتى تمنيت اني لم اكن أسلمت قبل ذلك اليوم، وعند مسلم قال: فكيف تصنع لا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة قال: يا رسول الله استغفر لي قال: وكيف تصنع لا إله إلا الله اذا جاءت يوم القيامة قال فجعل لا يزيده على ان يقول كيف تصنع لا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة. ثالثا : الرد على شبههم : اخرجوهم لا يجتمع في جزيرة العرب هذا جانب ومن جانب آخر فإن القارئ المتأمل لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد ان هديه الرفق واللين ونبذ العنف. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم قالت: ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة، فقال صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت: يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا: قال صلى الله عليه وسلم: قد قلت وعليكم وعند مسلم عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطى على ما سواه) وله من حديث جرير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (من يحرم الرفق يحرم الخير) وله ايضا من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ان الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها انها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين إلا اخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها). مواقف نبوية : عفوه عن قريش بعد أن فتح الله عليه مكة وهم مشركون قبل أن يدخلوا في الاسلام، عفوه عن أهل الطائف بعد ان طردوه وغروا به السفهاء والغلمان وأدموا عقبه الشريف، عفوه عن قاتل عمه حمزة بعد اسلامه، عفوه عن المشرك الذي حمل عليه السيف وأراد قتله، عفوه عن الحبر اليهودي زيد بن سعنة مما دعاه للدخول في الاسلام، عفوه عن ثمامة بن اثال سيد اليمامة مما جعله يدخل الاسلام، عفوه عن الغلام اليهودي الذي كان يضع القذى في طريقه مما جعله يسلم لله ورسوله ويشهد شهادة الحق. كل هذا وغيره كثير من سماحة خلقه وعفوه وطيب وكرم أخلاقه وصدق الله اذ يصفه فيقول (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.. الآية). @@ محمد بن أحمد الشيخ