DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أكواخ الظلام

أكواخ الظلام

أكواخ الظلام
أكواخ الظلام
أخبار متعلقة
 
كانت حجرة علوية باردة يضيء ظلامها نور القمر اذا اكتمل وشمعة تشتعل في خجل فيتوارى ضوؤها على بقايا الاشياء التي لا تأخذ من الحقائق الا اسمها سرير هو في الحقيقة قطعة خشب صلبة يتعب الرجل القوي من الاستلقاء عليها غطيت ببعض المتاع ووسادة خشنة غير متساوية وصندوق وضع بجانب السرير ليكون خزانة صغيرة للطوارئ وصندوق اكبر قليلا رصت فيه أسمال فتاة في التاسعة من العمر ثوب مهترئ يطل منه جسد الصغيرة من اكثر من موضع ومنضدة اقل اهتراء وكرسي اكثر صلابة من السرير الجو بارد في هذه الايام من السنة وخوفا من نشوب الحرائق في العلوية لم يكن هناك موقد للتدفئة واكتفى اصحاب البيت بزيادة عدد الاغطية فوق جسد الصغيرة وهكذا تمر ليالي الشتاء. مرحبا (ربى) انتهيت من اداء واجباتي هذا اليوم وقلبت بين يديها دمية صغيرة ذات شعر اسود ووجه يرتسم عليه شبه ابتسامة بدت تلك الابتسامة لا تخص احدا سوى سحر ترتدي اثوابا بدت فيها آثار العناية. في نهاية الشتاء سيأتي العيد في العيد سأصنع لك ثوبا جديدا واكتسى وجه الصغيرة بموجة من الحزن ولكن يا ربى لا يوجد لدي قماش جديد لأخيط لك الثوب. هل ستغضبين مني؟؟ لا احب ان يأتي العيد لانني ابكي فيه كثيرا. اتذكرين العيد الماضي؟ لم يكن لدينا ما نرتديه فقط الملاءة الكبيرة استطعت ان التقطها من المهملات وصنعت لك ثوبا وجوربا. وعادت سحر الى الابتسام من جديد هذه السنة يبدو ان السيدة الكبيرة ستغير بعض الاثاث سأحاول ان اصنع لك سريرا صغيرا بجوار سريري سيساعدني العم صالح في توفير بعض قطعه. احست الفتاة بلذعة الشتاء فارتعدت وضمت ربى الى صدرها وقامت الى النافذة كان القمر مكتملا اطفأت الشمعة توفيرا لها فقد تعودت ان ينتهي الشمع وتبقى اياما في الظلام. اترين القمر يا ربى يشبه العم صالح انظري اليه واجلست ربى على طرف النافذة وجهه يشع بالنور واطفاله الصغار يجرون حوله وهناك في وجهه تجاعيد تماما كما في وجه العم صالح ترى هل يشعر هو بالتعب ايضا. دخلت وأغلقت النافذة وعادت تلاعب الدمية ثم عادت مسحة الحزن الى وجهها البريء هل تناولت طعام العشاء؟ اليوم حرمتني السيدة من الغداء لانني لم انظف غرفة الجلوس كما ينبغي وبختني كثيرا وقرصتني في اذني حتى آلمتني خشيت ان ابكي امامها فتضاعف العقوبة ولكنها عادت فضاعفت كمية الخبز التي آخذها في العشاء اعطتني خبزة كاملة بدت لي لطيفة هذا المساء. لقد بدأت تكبرين يا ربى وستذهبين الى المدرسة هذاالصيف ولان امك لا تعرف الطريق الى المدرسة فسأقيم لك فصلا خاصا بك هنا وساعلمك الحروف والكلمات عندها يمكنك ان تكلميني في الليالي المخيفة. انا لن اذهب الى المدرسة هذه السنة ايضا سمعت السيدة الكبيرة تقول ان مصاريف المدرسة كثيرة كما ان المرض منتشر هنا ولكن لماذا لا يصيب المرض رنا ربما لانها سمينة يمكنها ان تتحمل ولكن انا ضعيفة لا يهمني كل هذا لقد علمني العم صالح الحروف كما انني اقضي ليلي معك تماما كنا تفعل رنا اذا ذهبت الى المدرسة. ربى اشعر بالجوع وتغيرت ملامح الصغيرة وانعكست في عينيها دمعة حاولت ان تقاومها وكذلك بدأت أشعر بالبرد وانطلقت الدمعة لتنحدر على خديها الباردين وضمت ربى الى صدرها بقوة لعلها ارادت ان تدفئ صدرها الصغير او لعلها ارادت ان تدفئ ربى وبدأت دموعها تسيل. اشتقت لامي لقد قالت السيدة انها ستعود لتأخذني معها قالت ان الاموات يأخذون الاطفال الكسالي انا لست كسولة يا ربى ولكني اريد ان أرى امي. انت سعيدة لان امك معك وابتسمت لها ومسحت الدموع من عينيها اليوم سألني العم صالح عنك قلت له انك تكبرين وابتسم لي قال انك ستكونين جميلة مثلي ربى ما معنى جميلة؟ وما الفرق بيني وبين رنا؟ هي تلبس دائما اشياء ثمينة وملابسها بدون رقع ولا يظهر شيء من جسمها من تلك الفتحات وهي لا تعرف المطبخ وتضربني انها قاسية. اسمعي يا ربى اذا ذهبت لامي سآخذك معي ستحبك كثيرا انت تشبهيني وامي ستحبك كما تحبني العم صالح سيوصلني اليها لماذا من يذهب الى الموت لا يعود فقط يذهبون ولا يرجعون. سأقول لامي انها تأخرت كثيرا وانني بكيت كثيرا وانني ارتجفت من البرد وآلمتني قدمي وانك السيدة العجوز تضربني وتحبسني. لا لن اقول لها ستبكي من اجلي لا اريدها ان تبكي ولكن سأقول لها انني كنت العب معك وان عندي ثوبين جميلين وان العم صالح كان يعطيني قطعا من اللحم الجاف لآكله مع الخبز ستفرح كثيرا. قولي لي اتعرفين قصة التفاحة؟ سأقصها عليك يقولون ان التفاح يتكلم ولكن نحن البشر لا نفهم لغته ولكنه مثل البشر يختلف في طباعة تماما كما تختلف الوانه هكذا قال العم صالح وقال ايضا انني من التفاح الجيد. هل تريدين النوم بدأت تبردين سأضعك في سريرك هذا سريرنا معا وابتسمت في رقة واستلقت على السرير مع ربى نظرت اليها في الظلام ووضعت اصبعها الصغير على انف الدمية انتبهي من البرد هل رأيت المدفأة؟ انها تحمل الكثير من الحرارة أتمنى ان يكون عندي واحدة مثلها هنا كل شيء بارد حتى الاخشاب اشعر انها باردة ولكن السيدة الكبيرة قالت ان المكان هنا جميل اذا لابد ان اقبل وأصمت. ضمت دميتها وابتسمت هيا نامي ساعمل كثيرا في الغد ولكن ساحاول ان ازورك في ساعات النهار ربما لا يمكنني الجلوس معك ولكن يكفي ان اقبلك يا حبيبتي اشرقت الشمس على الغرفة العلوية ولم تتحرك الصغيرة ذلك ان الليل ولى آخذا معه روح الصغيرة وبقيت معانقة دميتها لتحفر في قلوب الناس صورة من الظلم مقيتة اقبل النهار بدفئه والصغيرة في ملكوت الله تحلق، الموتى لا يرجعون لان الاخيار يجدون حياة طيبة وانسا ونعيما. عبدالله بن علي السعد @ من المحرر: قصتك ذات ابعاد انسانية وملامح فنية واضحة في المونولوج وفي موقع الرواي وفي اللغة وفي النهاية وغيرها وهذا يؤكد موهبتك التي يمكن لها ان تتشكل بالمزيد من المحاولات. لا تسل عن خلدي.. قد ضاع مني