DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الهام احمد

الهام احمد

الهام احمد
أخبار متعلقة
 
لو أتيح لخيال أي منا أن يرى أي مرحلة من حياته بالعكس من نهايتها لبدايتها ماذا كان سيحدث؟ حتما ستكون هي الصورة العكسية الوحيدة الايجابية ، إنما هل نستطيع أن نمارس ذلك التجاوز دون خوف؟ لا أظنها هي القضية إنما توقيتها هو الأهم ، فعندما ينحني الانسان ليلملم أوجاعه بسبب نهاية مؤلمة كالطلاق لابد أن كثيرا من المشاعر تتلاطم في قراره. أحيانا يؤكد جازما أنه أصاب ، وأحيانا تهز الوحدة مضجعه فيسأل نفسه ..هل كنت محقا فيما فعلت؟ هل يمكن أن يكون هناك طلاق صحي وآخر غير صحي؟ وهل اعتلال القلب جزء من منطق الاختيار! ثم هل للأولاد نصيب في ذلك الاندماج الروحي مع الذات المعذبة بسبب هذا الطلاق! وهل الطلاق من تبعات الأنفة الفارغة لذواتنا حينما نجبن في الاعتراف بتقصيرنا! السؤال الأهم أيهما أجدى ؟ الزواج المعافى أم الطلاق الناجح؟ لن تجد هناك فرقا كبيرا إن أمعنت التفكير فكلاهما استمرارية منطقية لحياة هادئة سعيدة و لنر كيف يمكن أن يحدث ذلك... أحب عادة أن أكتشف الاشياء من خلال استبيان صغير أضعه بين يدي ويدك عزيزي القارئ فهي وسيلة تقحمنا في دواخلنا دون الحاجة لنصائح من أحد وبعدها تصبح تركيبة الروح جاهزة لتتمازج مع الواقع وتقبله بكل سهولة ويسر .. فلنفتح سويا اذا ملفاتنا الخاصة جدا فإن أفضل الطرق لاستئصال الداء تشخيص أسبابه. وانتبه عزيزي القارئ فنحن نسير عكس الخط ، فاحذر من غثيان البداية ( الذي غالبا ما يكون تطهيرا لكل النفايات العقلية الخاطئة التي نرتكبها في حق أنفسنا دون أن نشعر) : اسأل نفسك * هل الطرف الآخر بمقدار وعيك ، وهل عاملته يوما بعقليته هو، لا بعقليتك ووعيك ؟ * هل راجعت اخطاءك كما رصدت أخطاء الطرف الآخر ؟ * هل هناك مايستحق لأن تبدأ من أجله؟ * هل هناك أمل في الإصلاح حقا أم أنها مسألة تضييع للوقت؟ * هل تحايل أحد منكما على أسباب الطلاق ، بمعنى حاول أن يجد عذرا فقط لأنه لا يملك إجابة حقيقية لمعاناته؟ * هل تملك أسبابا تعرف أنك وحدك صاحب المنطق فيها ولن يفهمها الآخرون ؟ هل تحدثت لأحد بشأنها؟ هل كان ذلك الأحد صدوقا معك؟ * هل أمهلت هذا الزواج وقتا لترى إمكانية رأب الصدع فيه ؟ * هل ظلمت الطرف الآخر بأي شكل من الأشكال؟ لو استطعت حقا أن تجيب عن هذه الأسئلة بكل شجاعة لكانت معالجة الكسور في زواجك أو خيار الطلاق خطوة ناجحة ومدروسة. أتعرف لماذا.؟ لأنك ستعرف ما الشقوق التي أحدثها الاختلاف بينك وبين شريك حياتك فتعيد ترميمها ، أو على الأقل ستدرك أن لجوءك للطلاق ماهو إلى وسيلة لبداية حياة أكثر تنظيما فبعض أنواع الزيجات لاتنفع فيها كل أنواع التشريح. بل أنك ستتمكن من إنقاذ تلك العيون المرتجفة التي تنتظر مصيرها بكلمة منك. فإن كانت النتيجة لصالح زواج معافى يعيد تكوينه من جديد فلا مشكلة هنا. أما إن كان الطلاق هو الجسر الأخير لتعبر فصلا جديدا في حياتك فهنا من حقك على نفسك وحق أولادك عليك أن تخفف حملك بقدر ما تستطيع وإلا سقط بك الجسر وتهاووا معك. وقد نجح كثير من الدول في جعل ذلك الأمر ممكنا من أجل مصلحة الأولاد وذلك عبر عيادات خاصة بشؤون الأسرة ، لكن عيادة الانسان الذكي عادة تكون بين يديه... الذكي فقط. إذ أنه سيدرك أن مزيدا من الخلاف حول الأولاد أو أي شيء آخر بعد قرار الطلاق لن يعيد قوامة هذه الحياة التي انتهت . بل سيضيف مزيدا من الألم لجميع الأطراف وأهمها الأولاد. وأعرف قصة عاشت بمعاناة اختيار فاشل وانتهت بطلاق في منتهى المنطقية حين أدركت الزوجة أنها لن تحقق أي مكسب من استمرار النزاع بينها وبين مطلقها فعقدت معه اتفاقا وديا يشمل متعلقات الابناء وراحتهم النفسية . وبالرغم من تخليها عن كل شيء ليعيش أبناؤها في سلام معها إلا أنها ربحت في النهاية ابناء أسوياء روحيا وعقليا.. ياترى كم منا يستطيع أن يكون بهذه القوة ويتجاوز رغباته في الانتقام من شريك قد يكون أقل من أن يستحق هذا الوقت المهدر عليه. لؤلؤة: إن كانت الحياة لم تبدأ بهمساتك فإنها لن تنتهي بانسحابك.