الحمدلله الذي سخر لهذه الأمة وهذا الوطن قادة ساروا على نهج كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. قادة البناء والعطاء, قادة الفخر والاعتزاز.
اليوم وبعد مرور سبعة عقود من الزمن, تتجدد الذكرى السنوية, ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية, الموافقة للأول من شهر الميزان, المصادف للثالث والعشرين من الشهر التاسع الميلادي من كل عام, ذكرى التأسيس المجيد على يد المغفور له ـ بإذن الله ـ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وذكرى توحيد هذه البلاد تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) متمسكة بالعروة الوثقى ـ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
اليوم وهذه الذكرى تتجدد تحتفل المملكة قادة وشعبا بهذا الحدث العظيم وبيومها الوطني وهي تستعرض تاريخ وحضارة وتنمية هذا الوطن بعد ان أرسى قواعدها القائد الموحد ـ طيب الله ثراه ـ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بعد ان سجل له التاريخ أياما خالدة محفورة في ذاكرة الزمن.
لقد استطاع الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ان يعيد لهذه البلاد أمنها وطمأنينتها ويلم شتات الأمة بعد ان كانت متفرقة ومتعصبة بددتها الحروب وتفشى فيها الجهل والضلال والبدع وأصبحت بفضل الله عز وجل ثم بحكمة هذا القائد وقوة ارادته وعزيمته أمة واحدة قوية, أمة أمن وسلام وراحة واطمئنان.
ان المتتبع لتاريخ الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ يدرك ان تاريخه حافل بالمفاخر والإصلاحات والنجاحات المتواصلة, ويكفي فخرا انه أرسى قواعد هذا الكيان ـ المملكة العربية السعودية ـ على أسس متينة وثابتة أساسها التوحيد وتحكيم كتاب الله الكريم وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ومنها انطلقت مسيرة الدولة الحضارية لتتخذ مكانتها البارزة في عالمنا اليوم متمسكة بهويتها الحضارية والأخلاقية والسياسية وغدت المملكة مضرب المثل في كل مجالات الحياة. فبعد ان أرسى دعائم المملكة شرع ـ رحمه الله ـ في بناء مؤسسات الدولة على أسس عصرية حديثة وفتح أمام أبناء الوطن أبواب المستقبل المشرق ووجه طاقاتهم للعمل المنتج المثمر مع الأخذ في الحسبان احتياجات الوطن والمواطنين.
لقد جاهد ـ رحمه الله ـ على مدى واحد وثلاثين عاما في سبيل توحيد أجزاء هذه البلاد وأمضى أكثر من واحد وعشرين عاما كرس خلالها جهوده للنهوض بالبلاد في كل الميادين والمجالات.
لقد كان الأمن والاستقرار في البلاد هاجس الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ بعد ان كانت البلاد غارقة في الفتن والصراعات والثأر والحروب لفترات طويلة. فعمد ـ رحمه الله ـ الى تثبيت دعائم الأمن والأستقرار في ربوع المملكة بتطبيق الشريعة الإسلامية التي تشدد على حفظ النفس والمال والدين والعقل وبنى ـ رحمه الله ـ قاعدة أمنية قادرة على حماية مكتسبات الوطن وحفظ سلامة المواطنين وضبط السلوك العام.
وها هي المملكة العربية السعودية اليوم تنعم بالأمن والاستقرار الذي لا مثيل له في دول العالم نتيجة جهوده العظيمة ـ طيب الله ثراه ـ حيث جعل للدولة هيبتها وللنظام احترامه وأشيعت الطمأنينة في النفوس وحل الوئام محل الخصام والطمأنينة محل الخوف والنظام محل الفوضى.
لقد كان ـ رحمه الله ـ قائدا عظيما ذا شخصية فذة متعددة المواهب والقدرات ـ حكيما وسياسيا بارعا ـ حليما ورعا تقيا متمسكا بمبادىء الدين.
ان أبناء الوطن وهم ينعمون اليوم بثمار غرسه ـ رحمه الله ـ ويتذكرون بكل فخر واعتزاز ما بناه القائد العظيم لهذا الوطن ومواطنيه. وجاء من بعده أبناؤه البررة ليحققوا ما كان يطمح اليه ويسيرون على نهج والدهم ـ المغفور له ـ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ وهاهم أبناء الوطن وهم يعيشون تحت راية ـ لا إله إلا الله محمد رسول الله ـ ويتظللون بظلال حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ يحتفلون بهذه الذكرى العظيمة ذكرى التوحيد المجيدة ذكرى المملكة العربية السعودية بيومها الوطني. وبهذه المناسبة باسمي ونيابة عن كافة منسوبي الأمن العام في المنطقة الشرقية أرفع اسمى آيات التهنئة لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ والأسرة المالكة الكريمة رعاها الله متمنيا لبلادنا الحبيبة دوام الازدهار والرخاء والأمن والاستقرار. وأدعو الله عز وجل ان يحفظها من عبث العابثين وطمع الطامعين انه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* مدير شرطة المنطقة الشرقية
