DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي ورياضي خاص يساعد في الوقاية من المرض

جلطات القلب من أسباب الوفاة الرئيسية ولا تفرق بين شباب وكهول

تغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي ورياضي خاص يساعد في الوقاية من المرض
تغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي ورياضي خاص يساعد في الوقاية من المرض
أخبار متعلقة
 
اجرى استشاري أمراض القلب بمستشفى الملك فهد العسكري بجدة الدكتور حسان شمسي باشا حوارا حول جلطات شرايين القلب وانتشارها في العالم عموما وفي المملكة على وجه الخصوص.. والدكتور حسان من الاستشاريين البارزين في هذا المجال وله العديد من المؤلفات والأبحاث التي نشرت في مختلف أنحاء العالم اضافة الى مشاركته في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية وساهم بخبرته الطويلة في إثراء العلوم الطبية والأكاديمية ذات الصلة. انتشار المرض على النطاق العالمي ما مدى نسبة انتشار جلطات شرايين القلب في العالم مع مقارنتها بالمملكة؟ ـ أولا: جلطة القلب آخذة في الازدياد في السنوات القادمة وتزحف نحو الشباب وذلك منذ حوالي 15 عاما وتعتبر القاتل الأول في أمريكا وأوروبا وبلغ المرض حد الوباء فقبل سنوات عدة كنا نشاهد جلطة القلب (احتشاء عضلة القلب) تصيب أناسا في الستينيات والسبعينيات من العمر وأصبحنا الآن نشاهد يوميا مرضي اصيبوا بجلطة في القلب وهم في ريعان الشباب ( الثلاثنيات والأربعينيات).. بل ربما ـ في حالات قليلة ـ في العشرينيات من العمر.. وهذا المرض يزداد شراسة وعنفا يوما بعد يوم وخاصة في هذه المنطقة من العالم ـ وخاصة في المملكة ـ لاننا ضللنا الطريق ونأينا في أسلوب حياتنا عن جادة الصواب فاستفرد بنا هذا المرض وتربص بنا الدوائر. والحقيقة ان انحسار هذا الوباء غير منظور في الوقت القريب على الرغم من كل التطورات الحديثة في مجال أمراض القلب فاننا لم نستطع حتى الآن وضع كل هذه التطورات في الممارسة اليومية واذا ما أردنا ان نرى أي انحسار حقيقي في هذا الوباء فان علينا ان نضاعف جهودنا في الوقاية الأولية والثانوية من مرض شرايين القلب التاجية والحقيقة ان السيطرة على أكبر قاتل للبشرية في العالم المتطور ما زال بعيد المنال. اكتشاف مسببات المرض ما أسباب المرض؟ ـ يحدث مرض شرايين القلب التاجية نتيجة تضييق او انسداد في الشرايين التاجية.. ويضيق الشريان عندما تترسب فيه الدهون والألياف مما يعيق مجرى الدم ويظهر المرض على صورتين: الذبحة الصدرية وفيها يشكو المريض من ألم عند الجهد ويزول بتوقف المريض عن الجهد ويحدث ذلك عندما لا تستطيع عضلة القلب تأمين حاجتها من الأكسجين. أما الظاهرة الأخرى لهذا المرض فهي جلطة القلب (احتشاء عضلة القلب) التي تحدث عندما يسد أحد الشرايين التاجية بخثرة (جلطة) فلا تسمح للدم بالمرور عبره فيتخرب جزء من عضلة القلب كان يروي بذلك الشريان المسدود. ومن أسباب هذا المرض ازدياد التدخين بين الشباب خاصة الأطفال فالاحصائيات تقول اذا وصلت الى سن العشرين ولم تدخن فمن الصعوبة ان تدخن بعد ذلك. ثم ارتفاع كلسترول الدم نتيجة المأكولات الدسمة وانتشار الوجبات السريعة الغنية بالدهون وبالتالي يبدأ ترسبها في الشرايين في سن الطفولة. كذلك قلة الحركة ـ عدم ممارسة المشي والرياضة. ومرض السكري احد العوامل المؤهلة للاصابة بتصلب الشرايين اضافة الى البدانة والسمنة عند 37% من البشر. والحقيقة المرة ان الدراسات العلمية التي نشرت حول حدوث جلطة القلب عند الشباب تكاد تكون نادرة.. لكن في دراسات حديثة نشرت في ايطاليا عام 1998م لاحظ الباحثون عن أسباب حدوث جلطة القلب عند من هم دون الأربعين من العمر ان 58% من هؤلاء الشباب كانوا مصابين بارتفاع كسترول الدم وغالبا ما كانت جلطة القلب هي الظاهرة الأولى لمرض شرايين القلب التاجية. وفي دراسة أخرى أظهر الباحثون مدى انتشار ارتفاع كولسترول الدم عند أبناء المصابين بجلطة مبكرة في القلب كما اظهرت دراسة أخرى نشرت عام 1998م على ثمانين مريضا اصيبوا بالجلطة وهم دون سن الأربعين من العمر ان ارتفاع ضغط الدم كان موجودا عند 55% من الشابات المصابات بالجلطة و35% من الشباب المصابين وهذا يعني ان التدخين عامل خطير وكبير وشائع جدا عند الشباب المصابين بجلطة القلب وان ارتفاع كولسترول الدم ايضا أمر شائع عند الشباب المصابين بجلطة القلب, كما ان ارتفاع ضغط الدم من العوامل الأساسية المسببة لمرض شرايين القلب التاجية. وعلى كل تتعدد الأسباب بتعدد الأبحاث والاكتشافات وتضاف الى هذه العوامل عوامل جديدة مثل قلة الحركة والضغوط النفسية والأوضاع العائلية وصحة الحامل وتغذيتها وغير ذلك من الأسباب. من جانب آخر ازداد اهتمام الباحثين حديثا. بموضوع الهرموستين ومدى علاقته بحدوث مرض شرايين القلب التاجية وخاصة في سن مبكرة من العمر. وقد اثبتت الدراسات العلمية الحديثة ان الارتفاع المعتدل في مستوى الهرموستين في الدم يزيد من خطر حدوث تصلب شرايين القلب والدماغ والاطراف دون ان يكون هناك مرض (بيلة الهرموستين) وهو مرض وراثي نادر يتميز بتخلف عقلي خفيف وعدسات أعين في غير موقعها الطبيعي وقامة طويلة. كما وجهت حديثا اصابع الاتهام الى عدد من الجراثيم من أشهرها جرثومة (هليكوباكتر) التي يعتقد انها تسبب قرحة المعدة ايضا وتناولت الدراسات الفيبرينوجين احد بروتينات البلازما حيث تلاحظ ان ارتفاعه يعطي مؤشرا بحدوث مرض شرايين القلب عند الاصحاء او نسبة الوفاة من جلطة القلب. ظواهر المرض وفاعلية العلاج ما الجديد في طرق علاج جلطات القلب؟ ـ غالبا ما تكون جلطة القلب هي الظاهرة الأولى لمرض شرايين القلب التاجية اذا لم يسبقها انذار بآلام في الصدر عند الجهد وهو ما نطلق عليه اسم الذبحة الصدرية التي كثيرا ما تعطي الفرصة للمريض لاجراء الفحوصات والبدء بتناول العلاج الذي يمكن ان يحول دون حدوث جلطة القلب. ويتوزع العلاج من قسم دوائي الى آخر تداخلي وفي الأزمات الحادة ينصح بدواء بلافيكس وهو من الأدوية الفعالة وذات التأثير القوى هذا بجانب مركبات أخرى. ومن المؤكد ان العلاج بحمض الفوليك والفيتامين بـ6 وب 12 يخفض مستوى الهرموستين في الدم إلا انه لا توجد في الوقت الحاضر دراسات تثبت ان مثل هذا العلاج يخفض احتمال حدوث مرض شرايين القلب. واذا كان الالتهاب المزمن يلعب دورا في احداث مرض شرايين القلب التاجية فان اعطاء المضادات الحيوية التي تقتل تلك الجراثيم ربما يكون مفيدا في المستقبل ـ كما وانه من المعروف ان مركبات الفيبرات تخفض كولسترول وفيبريتوجين الدم ولكن ايقاف التدخين والقيام بتمارين رياضية منتظمة يؤديان الى خفض حقيقي للفيبرينوجين في الدم ويقللان من خطر حدوث مرض شرايين القلب. ولأن الوقاية من الأمراض قد تبدأ قبل ان يخلق الانسان في رحم امه فبالتالي فان صحة الحامل وتغذيتها امر له تأثير بالغ على صحة الأبناء وعلى صحة المجتمع لقرون عديدة. المرحلة الثانية من العلاج هي القسطرة القلبية بتوسيع الشريان بالبالونات والأمر الجديد هو وجود الدعامات وتوضع الدعامة في الشريان. وهؤلاء لا بد ان يتناولوا دواء بلافيكس لتأثيره الفعال في مثل هذه الحالات ولمدة كبيرة تصل الى عدة أشهر. ويوجد جهاز كاشط. نصائح غالية بماذا ينصح الدكتور حسان مرضى الجلطات القلبية الذين تعرضوا لها لأول مرة؟ ـ يشخص المرض اولا باحساس المريض نفسه بالألم عند الجهد وزواله بعد الجهد.. او عن طريق تخطيط القلب (رسم القلب) واختبار الجهد على السير والأشعة الصوتية عند الطلب. وتصوير القسطرة القلبية.. اما الذين اصيبوا بالجلطة لأول مرة فيتركز العلاج على ايقاف الأشياء التي تسببت في الجلطة وعلاج الكلسترول من اليوم الأول. وتحتاج جلطة القلب الى راحة او اجازة من 4 الى 6 أسابيع ليعود المريض بها تدريجيا الى الحياة الطبيعية مع تشجيعه على تغيير نمط حياته والاعتدال في حياته الزوجية وفي بذل الجهد مع التركيز على المشي وصعود الدرج وتفادي الضغوط النفسية التي تزيد من فرص حدوث مشكلات في القلب. ويمكن تلخيص طرق الوقاية الأساسية في تغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي قليل الدهون ونظام رياضي بالمشي السريع من 3 الى 4 مرات في الأسبوع ولمدة عشرين دقيقة والتوقف عن التدخين وعلاج مرض السكر وضغط الدم والأخذ بالعلاجات الحديثة لتخفيض الكلسترول.