DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

موسى الصالح

خطأ طبي يفقد موسى نور عينيه.. ويحرمه "الطب"

موسى الصالح
موسى الصالح
منذ طفولته وموسى احمد الصالح يحلم ان يصبح طبيبا, عندما يكبر, كان يخطط لمستقبله, ولم يكن يعلم ان خطأ غير مقصود من طبيب سيساهم في فقدانه بصره, تدريجيا ولمدة 3 ايام, حتى فقده كاملا.. ليتغير بناء على ذلك مستقبله بالكامل. موسى ذو 16 ربيعا يتمزق قلبه ليرى وجه شقيقه الصغير بدر, الذي يصطحبه في مشاويره داخل وخارج المنزل.. يتحرق لكي يرى وجه ابيه وامه واشقائه بعد عام من الحرمان. ورغم ذلك فهو يؤمن ايمانا قويا بقضاء الله وقدره, ويعد نفسه لمرحلة ما بعد فقد البصر.. فهو يستعد للعودة الى مقاعد الدراسة, ولكن هذه المرة في مدرسة النور.. وقد شجعه التفاف اصدقائه ومعلميه في المدرسة التي كان يدرس بها قبل فقدانه البصر حوله على تجاوز المحنة. قصته مع النور والظلام. فلنقرأ. غلطة طبيب تنقل موسى بين ابتدائية الفاضلي في الهفوف, ومتوسطة دار الهجرة في حي الملك فهد, حيث حصل على شهادة المتوسطة عام 1421هـ وفي احد الايام عاد من المدرسة وهو يشعر بصداع شديد في رأسه, والم في منطقة الرقبة, توقع ان يكون الالم ناتجا عن الاجهاد في المدرسة, تناول وجبة الغداء, ونام وحين استيقظ كان يرى الشيئ الواحد شيئين, اخبر والدته انه يشعر بان في عينه حول, فاصطحبه والده الى المركز الصحي في حي المحدود.. يقول: بعد ان كشف علي الطبيب حولني الى اخصائي العيون في مستشفى الملك فهد بالهفوف, وبعد الكشف امر الممرضة ان تضع لي قطرتين في عيني, وقرر ان انوم في المستشفى, وخلال 3 ايام شعرت ان نظري يضعف شيئا فشيئا, وفي اليوم الثالث لم اكن ارى شيئا تقريبا, وبقيت في المسشفى قرابة اسبوعين, ثم اصدر الدكتور قرارا بخروجي من المستشفى ولان حالتي تتحسن, ولم يصرف لي الا قطرة في العين. محاولات للعلاج بعد اسبوع من المراجعات صرف له الطبيب حبوبا تعالج الضغط واخبره ان اعصاب المخ تأثرت بقوة الضغط الذي تشكو منه اعصاب العين والشبكية.. يواصل قصته فيقول ذهب بي والدي الى مستشفى الدمام المركزي, وترددت على عيادة العيون فيه لمدة اسبوع, بعدها قرر والدي ان اتعالج في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون على حسابه وبعد الكشف والتحاليل اخبرنا بان سبب فقدان البصر هو تأخر الطبيب في صرف دواء تخفيف الضغط حيث تسبب الضغط في اتلاف اعصاب العين كما اخبرنا ان هناك املا ان شاء الله اذا كان العلاج في الخارج وقد رفض الطبيب ان يصرف لي نظارة لانها ستضر عيني. يشعر موسى بالضوء حين يكون قريبا جدا منه بحيث لايتجاوز الفاصل 10 سنتيمترات او مسلطة على عينيه بصورة عمودية وبنسبة 2 بالمائة منه. تحطمت نفسيا اما عن شعوره النفسي فيقول في البدء شعرت ان الدنيا ضيقة جدا, وتأثرت نفسيا, وبكيت كثيرا, فلم اتعود ان اكون في الظلام الا حينما اكون نائما, ولم اكن اهنأ بأكل او شرب او نوم.. كنت اشعر بالحسرة والالم والحزن.. لم اكن في بداية العمى استطيع ان اتدبر اموري ولكن الوضع تغير اليوم قليلا, فلقد بت استطيع ان اميز بواسطة اللمس, واعرف المحيطين بي من نبرات اصواتهم.. لازلت اتذكر صور وجوههم, خصوصا والداي واخي الصغير بدر 4 سنوات الذي يرافقني بصورة مستمرة سواء قبل وبعد فقدان البصر وان اضع يدي على وجهه واتحسس ملامحه, وكثيرا ما ابكي, لانني اريد ان ارى وجهه. تبدد الطب وبقي التعليم وجه بدر والنظر الى اخوانه واشياء اخرى يفتقدها موسى, ابرزها جمال الطبيعة, والمستقبل.. يقول كنت احلم وانا طفل ان اصبح طبيبا وكنت اتخيل نفسي ارتدي البالطو الابيض ولكن يبدو انني لن اصبح طبيبا فالدراسة في معهد النور بالاحساء الذي اخطط للالتحاق به الفصل القادم تؤهلني لان اصبح مدرسا. دفعة وتشجيع ليس كل ماجاء بعد العمى يثير الحزن فهناك ما يحمله على الصبر فبالاضافة الى ايمانه بالقضاء والقدر وجد موسى دعما قويا من الاقارب وزملاء الدراسة والمعلمين.. يقول هم يأتون لزيارتي بين الحين والآخر يخففون من المي النفسي ويواسونني كما ان شقيقي حسين يلازمني دائما حتى انه ترك الدراسة في المرحلة الثانوية ليبقى بجانبي. سألناه الا تجد صعوبة في الالتحاق بالمعهد في المرحلة الثانوية بخلاف بقية الطلبة الذين التحقوا به من المرحلة الابتدائية؟ فقال: بالعزم والصبر سوف اتعلم القراءة بلمس النقاط (طريقة برايل). الاب يقول: احمد الصالح والد موسى يقول بعد ان اصيب ابني بفقدان النظر تألمت وتأثرت كثيرا, وضاقت بي سبل العيش فلقد كان متفوقا في دراسته ويحمل اخلاقا عالية يحترم الكبير والصغير ويسعى لخدمتي وخدمة والدته لم يكن يرفض لنا امرا.اصعب موقف يواجهه الاب احمد هو حين يرى ابنه موسى يتألم لانه لا يرى وجه شقيقه بدر.. يقول: لم تعد اسرتي تستلذ بالحياة كما كنا في السابق ليس لدينا جميعا شيئا اغلى من موسى, لذا نتألم من فقد بصره, نحن عائلة شديدة التماسك, لدرجة ان اولادي لا يتشاجرون مع بعضهم الا نادرا.. يقول: يستيقظ موسى في الليل مفزوعا لانه كان يحلم ان نظره عاد اليه.. ولا استطيع ان اقول سوى: اللهم انا راضون بقضائك وقدرك, ونشكرك على ماكتبته لنا.
موسى ووالده يتحدثان لـ (اليوم)
أخبار متعلقة