DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فيصل الزامل

فيصل الزامل

فيصل الزامل
أخبار متعلقة
 
استوقفتني هذه المقولة : (مر رجل من الصالحين على اثنين، يشكو احدهما لصاحبه مصيبة ألمت به، فقال له : (ما عدوت ان شكوت من يرحمك الى من لا يرحمك) .. بمعنى انك ايها الشاكي حالك لغيرك، لم تزد على ان اشتكيت على القضاء والقدر، وعلى الله عز وجل الذي يملك ان يرحمك الى (الانسان) الذي قد يسمع مصيبتك، ولسان حاله يقول (لم أصب أنا بهذه المصيبة، ما شأني به).. وغير ذلك من عبارات الشماتة او حتى عدم الاكتراث الفعلي، ودعك مما يتظاهر به من التأثر (الشكلي) لحالك!! ان شكاية الحال للناس سبب لإ سعادهم، او بعضهم، وعلى العكس من ذلك، فان تحاشي الشكوى الا لله عز وجل، سبب لتحقيق امرين، (الاول) احترام حقيقي لمقام الربوبية الجليل وايكال امر النفع والضر الى قدر الله، و(الثاني) فان (شكل) الانسان وهو يشتكي الى الناس يوحي بالضعف، ومن عادة المرء البشر العاديين انهم يحترمون الواثق من نفسه القوي في لهجته، واما الضعيف فهو محل للرثاء فقط، فلماذا تضع نفسك في هذا الموضع؟! واذا كان العذر هو التنفيس فاسمع يعقوب عليه السلام (انما اشكو بثي وحزني الى الله)، ان بناء النفسية القوية شيء اعتنى به الاسلام واثنى عليه (المؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير) والقوة هنا.. (ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب). ثم، ما أدوات القوة؟! جاء في الحديث الشريف (المرء بأصغرية، قلبه ولسانه) فاذا كان للمرء قلب يمنحه رباطة الجأش والجرأة في اتخاذ القرارات والشجاعة - الادبية - للدفاع عنها، ثم كان لديه (لسان) واضح البيان، وليس بالضرورة ان يكون من اهل البلاغة والأدب، ولكنه مفهوم ومسموع (كان عمر اذا تكلم اسمع واذا مشى اسرع..) فان ذلك القلب وهذا اللسان يجعلانه شخصا قويا. وانظر ان شئت الى الشيخ احمد ياسين الذي اعيا اسرائيل برباطة جأشه ووضوح بيانه وقوة تأثيره في الشعب الفلسطيني، وهو مشلول اليدين والبدن قاطبة ، ولا يتحرك فيه شيء الا رأسه، بل ولا يستطيع السمع الا بالجهاز الذي خاطبته به ذات مرة، فقال لي : (أخ فيصل، اذني عندك، انتبه لدرجة الصوت). نحن بحاجة للإكثار من النماذج القوية، فقد رأى عمر رضي الله عنه شابا يمشي بضعف برأس مطأطأ ، سئل عنه فقيل له انه من العباد النساك، فقال له عمر (ارفع رأسك لا تمت علينا ديننا). انها فئة يخشاها الشيطان، وما جلس المؤمن القوي مجلسا الا ابتعد عنه الشيطان بشرط الا يفقد المؤمن صفاته، كأن يستخفه غيره فيبادل السب بالسباب، فان كان مالكا لصفات العزة والمنعة.. فأمره الى خير دائما، بإذن الله.