DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

البيدق الذي هزم الرخ هل تعرفونه؟

البيدق الذي هزم الرخ هل تعرفونه؟

البيدق الذي هزم الرخ هل تعرفونه؟
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير في سنة (187) هجرية نقض ملك الروم الصلح الذي كان بين المسلمين وبين الأمبراطورة "أرين" بعد أن خلعها الروم وملكوه بدلاً منها فكتب إلى خليفة المسلمين آنذاك" الخليفة هارون الرشيد: من ( نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الأخ وأقامت نفسها مقام البيدق- الرخ والبيدق من أدوات الشطرنج- ومعروف أن الرخ أقوى حركة وقيمة من البيدق على رقعة الشطرنج فحملت إليك أموالها ما كنت حقيقاً بحمل أمثالها إليها لكن ذلك ضعف النساء وسمعتهن فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها وأفتد نفسك بما يقع به المصادر لك وإلا فالسيف بيننا وبينك. فلما قرأ الرشيد الكتاب استفزه الغضب وتفرق جلساؤه خوفاً من زيادة قول أو فعل يكون منهم واستعجم الرأى على الوزير من أن يستبد برأيه فدعا بدواة وورق وكتب على ظهر الكتاب- بسم الله الرحمن الرحيم- من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى (نقفور) كلب الروم قد قرأت كتابك (.....) والجواب ما تراه لا ما تسمعه والسلام.. ثم شخص من يومه وسار حتى أناخ بباب عاصمة الروم ففتح وغنم وخرب وحرق فطلب ( نقفور) الصلح على خراج يؤديه في كل سنة فأجابة الرشيد إلى ذلك فلما رجع من غزوته وصار بالرقة نقض نقفور العهد والميثاق وكان البرد شديداً فيئس نقفور من رجعة الرشيد إليه فجاء الخبر بإرتداده عما أخذ عليه فما تهيأ لأحد اخباره بذلك أشفاقاً عليه وعلى أنفسهم من الكرة تلك الأيام قال الشاعر ويسمى أبا محمد بن يوسف قصيدة مطلعها: نقض الذي أعطيته نقفور وعليه دائرة البوار تدور فلما فرغ من إنشاده قال الرشيد أو قد فعل نقفور ذلك وعلم أن الوزراء قد احتالوا له في ذلك فكر راجعاً في أشد محنة وأغلظ كلفة حتى أناخ في بعنانه فلم يبرح حتى رضى وبلغ ما أراد وأذل يقفور وجنده وبعد فتح هرقلة كتب ( نقفور) مع بطريقين من عظماء بطارقته في جارية من سبى هرقلة كتاباً نصه: لعبد الله هارون الرشيد أمير المؤمنين من ( نقفور) ملك الروم سلام عليكم أما بعد ايها الملك أن لي حاجة لا تضرك في دينك ودنياك هينة يسيرة أن تهب لابني جارية من بنات هرقلة كنت قد خطبتها على ابني فإن رأيت أن تسعفني بحاجتي فعلت والسلام. وكذلك استهداه طبيباًُ وسرادقاً من سرادقاته فأمر الرشيد بطلب الجارية وهي ابنة بطريق هرقلة فسلمت وسرادق كان الرشيد نازلاً فيه مع آنية ومتاع وعطور إلى رسول نقفور وفي نفس السنة اشترط الرشيد على نقفور إلا يعمر هرقلة وعلى أن يحمل ( نقفور) ثلاثمائة ألف دينار. هذه ملامح وصور من صور ماضينا المجيد أيام عز الأمة الإسلامية يوم كانت مرهوبة الجانب متينة الأركان قوية الشكيمة أما اليوم فالأمة الإسلامية تنتقص من أطرافها وتهزأ بها كل الأمم لأنها هانت على الله فأهانها على أيدي الأراذل وشرار الخلق اللهم أرجع لهذه الأمة كرامتها وعزها واجعلها مرهوبة الجانب مرفوعة الرأس بإسلامها ودينها الحنيف. @@ منصور عبد الرحمن السويد ـ بريدة