يعد مشروع خيرية الفيصل فى مركز الحريضة بتهامة عسير من المشروعات الانسانية المهمهة التى بثت الحركة فى تلك الاصقاع وتحولت فى شهور من سكون كان لا يسمع فيها الا هدير امواج البحر وصرير الرياح الى قرية تشع ضوءا وضياء ومركزا حضاريا ينعم ساكنوه بكل ما ينعم به سكان المدن فى المملكة من خدمات تنموية.
ويأتى مشروع خيرية الفيصل بالحريضة امتدادا لمشروع قرية الملك فيصل الخيرية فى الواديين التى تم افتتاحها منذ خمسة وعشرين عاما.
وشجع مشروع خيرية الحريضه الكثير من رجال الاعمال والمواطنين على عمل المخططات وبناء المساكن ومحطات الوقود والاسواق والمطاعم والفنادق والاستراحات البحرية والشقق المفروشة واصبحت الحريضة اليوم من اماكن الاستقطاب الشتوى المحببة لسكان المرتفعات فى منطقة عسير حيث تمتاز بأجوائها الدافئة وشواطئها البحرية الجميلة.
ويتكون مشروع خيرية الفيصل بالحريضة الذى دشنه صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز عام 1419 هـ من 200 وحدة سكنية قامت بتمويل انشائها مؤسسة الملك فيصل الخيرية فيما تكفل رجل الاعمال خالد بن محفوظ بتمويل انشاء 100 وحدة سكنية اخرى وذلك فى اطار ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من تشجيع القطاع الخاص على المشاركة الجاده فى المشروعات الحيوية. ويقع المشروع بمنطقة الحريضة بمحافظة رجال المع فى تهامة منطقة عسير على ساحل البحر الاحمر وعلى مساحة 360 الف متر مربع ويعد المشروع الثانى الذى تقوم بتنفيذه مؤسسة الملك فيصل الخيرية فى منطقة عسير. جاء ذلك فى كتيب اصدرته مؤسسة الملك فيصل الخيرية عن مشروع خيرية الفيصل بالحريضة.
وبين الكتيب ان المشروع الاول الذى نفذته مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1399 هـ كان قرية الملك فيصل النموذجية التى شملت توطين 65 اسرة تم نقلها من قرية الحبلة التى كانت فى عزلة تامةوتعيش فى هوة عميقة بعمق 300 الى 500 متر ولم يكن لساكنيها وسيلة تنقل الا الحبال لتسلق الجبال حيث اكتسبت اسمها من ذلك.
واشار الكتيب الى ان القرية النموذجية لاهالى الحبلةبلغت تكاليف انشائها فى ذلك الوقت 15 مليون ريال اشتملت على الخدمات والمرافق الاساسية من مدراس ومستوصف ومسجد وجمعية تعاونية وقد افتتحها صاحب السمو الملكي لامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة عسير فى 28ربيع الاخر 1399 هـ وقد اصبح عدد سكانها حاليا 165 اسرة تضم اكثر من 2000 نسمة.
وتطرق الكتيب الى مكان القرية القديم بالحبلة الذى اصبح يضم مشروعات سياحية ضخمةمن فلل وحدائق وملاعب و ومرافق عامة ومشروع للعربات المعلقة وأماكن جلوس ومدينة ترفيهية.
وتناول الكتيب الاسس التى تم اعتمادها لانشاء مشروع مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالحريضة فى منطقة عسير التى اعتمدت على دراسة وافية تحقق الهدف المنشود بأيسر الطرق مع توفير فرص عمل كريم لساكنيها من خلال المشروعات التنموية التى تقام فيها اضافة الى انه روعى ان يكون المستفيدون من قاطنى المنطقة التى يقام فيها المشروع او المناطق المجاورة وهم من البدو الرحل غير المستقرين الذين يعانون عدم توافر المسكن المناسب الذى تتوافر فيه جميع مقومات الحياة الكريمة.
وعدد الكتيب اهم ضوابط اختيار المواطنين الاكثر حاجة الى السكن فى موقع المشروع التى نالت اهتمام صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة عسير ومن شروطها ان يكون من المقيمين فى الموقع بصفة دائمة وان لا يكون مالكا لمنزل وان يكون صاحب اسرة وان يلتزم بالسكن بصفة دائمة واخيرا ان لا يعطى صك الملكية الا بعد مضى خمس سنوات على السكن. واستعرض الكتيب تفصيلات مشروع خيرية الفيصل بالحريضة حيث تقع كل وحدة سكنية على مساحة 600 متر مربع محاطة بفناء من جهاتها الاربع وتضم كل وحدة غرفتى استقبال للرجال والنساء وغرفة طعام وغرفة معيشة وغرف نوم ومطبخاً ودورتى مياه كما يضم المشروع حدائق بمساحة 15 الف متر مربع وملاعب للاطفال و ممرات ومواقف سيارات اضافة الى مسجدين يتسعان لاكثر من الف مصل ومدارس للبنين والبنات ومركز صحى متكامل ومركز تجارى وطرق مسفلتة. واوضح الكتيب ان الموتيل الموجود قرب المشروع وكذلك ايجارات مقرات الادارت الحكومية الموجودة فى المشروع خصص ريعها للاستفادة منه فى تنمية المشروع المستقبلية واعمال الصيانة والتطوير.
وقد تصدر الكتيب كلمة لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس الامناء لموءسسة الملك فيصل الخيرية بين فيها ان موءسسة الملك فيصل الخيرية تعد صرحا شامخا من صروح الخير فى المملكة وذلك بفضل سياستها الحكيمة التى تتمثل فى تقديم يد المعونة والخير للمشاريع التى تعود بالنفع والخير على ابناء المسلمين عامة والوطن خاصة. ووصف سموه مشروع قرية الحريضة بأنه نموذج حي لتنمية انسان المنطقة حيث يقع على طريق اقليمى يربط جنوب المملكة بالاماكن المقدسة ويربط الساحل الجنوبى بالساحل الشمالى وبقية مدن المملكة ويمتاز بجمال الطبيعة وتوافر الحياة البيئية المتكاملة حيث يضم المشروع جميع الخدمات الضرورية لحياة كريمة.
فيما ضم الكتيب عددا من الصور للمشروع ومرافقه المختلفة اضافة الى بيانات احصائية ونتائج دراسة لعينة من المستفيدين من المشروع.
