DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

إقامة الصلاة وثمرتها

إقامة الصلاة وثمرتها

إقامة الصلاة وثمرتها
أخبار متعلقة
 
@ إنك لا تتلو آية من آيات الكتاب الكريم، التي تدعو إلى الصلاة فتجدها تقول: صلوا! بل تقول: أقيموا الصلاة! فالإسلام أيها العزيز يأمرنا بإقامة الصلاة، أو بأداء صلاة مقامة. والصلاة المقامة: هي التي تصدر عن باعثها، وتؤتي ثمرتها. @ أما باعثها: فشعور المؤمن بضعفه وعجزه وحاجته إلى فضل الله ورحمته وعونه، ثم إحساسه بتوالي نعم الله عليه، وترادف فضله إليه، وما يتطلبه ذلك من الحمد للمنعم، والثناء على الوهاب، والشكر للمتفضل، فيدفعه هذا الإحساس، ويحمله ذلك الشعور: على أن يقوم بين يدي ربه خاضعاً خاشعاًَ، ضارعاً ذليلاً خائفاً راجياً، مبتهلاً منيباً، حامداً شاكراً. فإذا قام هذا المقام، وشعر بعظمة الله وكبريائه أحسن أداء الصلاة ورتل القراءة وأطالها، وعدل الأركان وأطمأن فيها، ووجد في الصلاة قرة عينه، ومسرة قلبه وحياة روحه، فحرص على أدائها في ميقاتها بعد اسباغ الوضوء لها وتحصيل شرائط صحتها وكمالها. @ وأما ثمرتها: فالسمو بالنفس فوق شهوات العاجلة، والانتصار على مضلات الفتن، ومغويات الأهواء، والتحرر من رق الرذيلة، ومصداق هذا: قول الله تعالى: ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر). وقول الله تعالى: ( إن الإنسان خلق هلوعاً * إذا مسه الشر جزوعاً * وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون) @ أجل، أيها العزيز أن الصلاة تملأ النفس قوة وشجاعة وعزة. وحسبك ما يشعر به المصلي وهو يقول: الله أكبر! وقد شبه الرسول الأمين- عليه الصلاة والسلام- الصلاة بينبوع عذب صاف يكون أمام المرء، يغتسل منه في اليوم خمس مرات، ثم سأل صحابته الكرام " هل ترون شيئاً يبقى من درنه بعد ذلك؟" فما كان جوابهم إلا إن قالوا: " لا يبقى من درنه شيء" فأخبرهم عليه الصلاة والسلام بأن ذلك مثل الصلوات الخمس يطهر الله بهن العبد من أدران الخطايا. ومن أجل ذلك كانت إقامة الصلاة من أقوى دعائم الإسلام واشد أركانه. @ ولعلك تدرك بعدما أسلفت لك: أين مكان تارك الصلاة من الإسلام؟ وعسى أن تكون قد أدركت السر في قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" وقوله صلى الله عليه وسلم:" كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج" أي ناقصة. ذلك بأن في المراقبة التي أشرت إليها حفظاً للروح من دنس الرذائل، وفي قراءة الفاتحة إبقاء على التوحيد الذي تذكر به الآية الكريمة. " إياك نعبد وإياك نستعين" ففي الصلاة طهارة النفس من دنس الرذيلة، وطهارة القلب من رجس الشرك المحبط لصالح الأعمال. @@ أبو الوفا محمد درويش