افاد المراسلون ان فريقا من خبراء نزع الاسلحة الدوليين سلك أمس الخميس الطريق المؤدي الى شمال العراق حيث يعمل فريق آخر متخصص بالاسلحة النووية منذ الثلاثاء.
وضم موكب لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) ست سيارات جيب وسيارة اسعاف مما يعني انه متوجه الى الشمال في مهمة طويلة. وتعذر معرفة المكان المحدد الذي يقصده المفتشون.
وقال الناطق باسم الامم المتحدة في بغداد هيرو يوكي ان فريقا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبراء في الاسلحة البيولوجية من انموفيك توجهوا الثلاثاء الى منطقة الموصل على بعد 400 كم شمال بغداد. وعاد فريق انموفيك الى بغداد الاربعاء في حين ان فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يزال يواصل عمليات التفتيش في منطقة الموصل على ما اوضح الناطق الدولي. وافاد مسؤولون عراقيون ان خبراء الوكالة الدولية فتشوا الاربعاء موقعا قريبا من سد صدام على نهر دجلة حيث اخذوا عينات من المياه.
وفي واشنطن قال مسؤولون امريكيون ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) طلبت من الجيش اخطار نحو 50 ألف جندي بأنهم قد يرسلون الى الخليج اوائل العام القادم مع حشد الولايات المتحدة قواتها في المنطقة استعدادا لغزو محتمل للعراق.
وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم ان الرئيس جورج بوش لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن الخطة المبدئية لارسال الجنود الى الخليج. وقال احد المسؤولين يجري اخطار القوات مبدئيا مضيفا ان الاخطار لا يتضمن موعدا محددا وان الولايات المتحدة تراقب عن كثب الوضع فيما يتعلق بعمليات مفتشي الامم المتحدة الذين يبحثون عن برامج تطوير اسلحة دمار شامل في العراق.
وللولايات المتحدة حاليا نحو 60 ألف جندي في الخليج تحت اشراف القيادة المركزية في المنطقة التي تشمل الخليج وافغانستان. وهناك نحو 15 الفا من القوات البرية ومشاة البحرية في المنطقة بالقرب من العراق ومعظم القوات الباقية من البحرية والسلاح الجوي.
وتواصل واشنطن تعزيز قواتها في المنطقة مع تحذير بوش الرئيس العراقي صدام حسين بان عليه ان يذعن لقرار للامم المتحدة يطالبه بانهاء اي برامج لتطوير اسلحة الدمار الشامل او مواجهة هجوم عسكري محتمل.
وكشف المسؤولون عن النشر المقترح لنحو 50 الف جندي اضافي في الخليج قبل يوم واحد من الموعد المنتظر ان يعلن فيه وزير الخارجية كولن باول والسفير الامريكي لدى الامم المتحدة جون نجروبونتي رد الولايات المتحدة على التقرير الذي قدمه العراق في السابع من ديسمبر الجاري عن برامج اسلحته.
وقال مسؤولون امريكيون امس الاول ان الملف اخفق في تقديم ادلة على وجود اسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية كما طالب بذلك قرار للامم المتحدة بشأن نزع السلاح.ولكن مع اقتراب الولايات المتحدة من اعلان ان العراق انتهك قرار الامم المتحدة قال مسؤولون امريكيون ان ذلك لن يعني شن حرب على الفور.
وتابع المسؤولون ان بوش اقر خطة عسكرية تتسم بالمرونة تشمل نحو 250 الف جندي فور سيطرة القوات الامريكية على الاجزاء النائية من البلاد والبدء في ارسال القوات باعداد كبيرة.
لكنهم ركزوا على مرونة الخطة وانها قد تبدأ بعدد محدود من القوات. وتصاحب ذلك غارات جوية مكثفة لتدمير الدفاعات الجوية العراقية وتقويض قوات الحرس الجمهوري الخاصة التابعة للرئيس العراقي فضلا عن موطنه تكريت ومراكز سلطة اخرى في البلاد.وتقف حاملتا الطائرات ابراهام لينكولن وكونستيليشن على مرمى من العراق. وتحملان نحو 75 طائرة. وكل منها ترافقها نحو ستة سفن ومدمرات وغواصات مزودة بصواريخ توماهوك بعيدة المدى.
ومن المتوقع ان تسهم بريطانيا كذلك بقوات برية وحاملة طائرات في اي هجوم على العراق.
وقال مسؤولون من المخابرات الامريكية كذلك الاربعاء انه في حالة غزو الولايات المتحدة العراق يعتزم صدام ايجاد كارثة انسانية بتدمير حقول النفط ومحطات الكهرباء ومخازن الطعام والقاء اللوم على القوات الامريكية.وابلغ المسؤولون انه بالاضافة الى اتباع سياسة (الارض المحروقة) في العراق فانهم مقتنعون بأن صدام اذا شعر بانه على وشك السقوط فانه سيستخدم الاسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد القوات الغازية وضد اسرائيل والكويت وضد شعبه.
ورفض المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم الافصاح عن كيفية حصول الولايات المتحدة على هذه المعلومات عن خطط الرئيس العراقي. وبالاضافة لذلك قال المسؤولون ان الجيش العراقي يضع حواجز خرسانية وعوائق اخرى على مدارج الطائرات في القواعد الجوية النائية في غرب وجنوب شرق البلاد لزيادة صعوبة الغزو. وقال المسؤولون ان الحواجز يمكن ازالتها لكن ذلك يتطلب قوات ومعدات للقيام بذلك لتمكين ناقلات الجنود من الهبوط لتنقل الوف الجنود قد يحتاجهم اي غزو للعراق.
وفي لندن اعلن جاك سترو وزير الخارجية البريطاني أمس الخميس ان العراق لم ينتهك ماديا قرار الامم المتحدة بعد ان كان الملف الذي قدمه غير كامل وقال ان الحرب لن تندلع غدا وان اي تحرك يتطلب قرارا جديدا من الامم المتحدة0
وسألت هيئة الاذاعة البريطانية وزير الخارجية البريطاني عما اذا كان الرئيس العراقي صدام حسين قد اخفق في الالتزام بقرار الامم المتحدة فرد سترو بالنفي قائلا: (لا حتى الآن). لكن سترو قال رغم ذلك انه يتوقع ان يخلص مجلس الامن كما فعلت بريطانيا الى ان الملف العراقي عن الاسلحة المحظورة به الكثير من الثغرات. وفي تحليل مبدئي قال سترو عن الملف العراقي يبدو انهم لم يكشفوا بشكل كامل ودقيق عما يجب ان يكشفوا عنه. واستطرد قائلا: ان القوات البريطانية لن تذهب الى الحرب غدا وان بريطانيا تفضل بشكل قاطع وواضح استصدار قرار ثان من الامم المتحدة في حالة التحرك ضد العراق.
وعلى صعيد آخر في بكين جدد وزير الخارجية الصيني تانغ جياكسوان أمس الخميس التأكيد على ان الصين ترغب في التوصل الى حل سلمي للأزمة العراقية في اطار الامم المتحدة.
وقال تانغ في مقابلة نشرت في بكين: بالنظر الى الوضع على الساحتين الدولية والاقليمية نصر على البحث عن حل للقضية العراقية في اطار الامم المتحدة.
وجاء تصريح تانغ اثر تعليقات بريطانية وصفت تأكيدات الرئيس العراقي صدام حسين ان بغداد لا تملك اسلحة دمار شامل بأنها "كذبة بينة" فضلا عن تصريحات امريكية تحدثت عن اغفالات في الاعلان العراقي حول الاسلحة البيولوجية والكيميائية النووية التي سلمها العراق الى الامم المتحدة في السابع من ديسمبر .
وقال وزير الخارجية الصيني: ان موقف الصين يقضي بايلاء دور الامم المتحدة ومجلس الامن اهمية كبرى للمحافظة على السلام والامن في العالم.
وكانت الصين العضو الدائم في مجلس الامن ايدت القرار 1441 الصادر عن المجلس الذي يهدد بغداد بـ "عواقب وخيمة" في حال رفضت التعاون مع مفتشي الاسلحة الدوليين. وقالت الصين الثلاثاء انها تدرس الاعلان العراقي من دون ان تعلق عليه بعد.