قيل ان احدهم اقترح انشاء سبيل لمياه الشرب فوافقوه واشتركوا في شراء وعاء لحفظ الماء (زير) ووضعوه في السوق ولكنهم ومع مرور الأيام اختلفوا على ملء الزير فتدارسوا الامر وشكلوا اللجان الرئيسية التي انبثقت عنها لجان فرعية واعدوا جداول اعمال واجتماعات صدرت عنها قرارات وتوصيات بتحديد مهام ومسئوليات التعبئة والتنظيف والاشراف والمتابعة والاحصاءات وما الى ذلك لينتهي بهم الامر بتشكيل ادارة سموها (ادارة عموم الزير) وتكليف كل منهم بعمل محدد بحيث لا يتعدى على اختصاص الآخر, وعلى الرغم من هذا العناء وتلك الجهود فان الزير بقي فارغا قبيح المنظر لما تراكم على سطحه من أتربة وجراثيم نتيجة الخطة التي وضعوها فضاق اهل السوق به ذرعا فاجتثوه من جذوره وقاموا بتكسيره.. وهذه القصة التي سارت مثلا مازالت احداثها مستمرة ومازال ابطالها موجودين بين ظهرانينا رغم التعليمات والتوجيهات القاضية بتيسير امور الناس والسرعة في انجازها لاسيما وان كانت تتعلق بحقوق او معاملات مالية وذلك لأننا لا نجيد العمل بروح العمل بل وربما لا يعرف بعضنا تلك الطريقة.. وقد يزداد انتشار البيروقراطية والروتين في الايام الحالية حيث موسم الاجازات وقلما تحد موظفا في موقع خدمته في العديد من المصالح الا من رحم ربك.. والحق يقال فان بعض المصالح والدوائر تستحق منا كل احترام وتقدير على رقي الأداء فيها ومرونة العمل بما يضمن انجازه على الوجه الاكمل.
ولم يحمل مسلسل طاش مبالغة حيث عرض جوانب البيروقراطية في حلقات فقد تكون السخرية وسيلة للاصلاح الى جانب التسلية وقد يجدي النقد في اعادة الحسابات لدى البعض فيحقق بذلك اهدافا وجودة ويخدم المصلحة العامة.
عيد ابراهيم
