هناك كثيرون من العاشقين لأجواء القاهرة الثقافية، يحاولون حضور ما يتاح لهم من فعاليات ثقافية مختلفة، وطبيعة الحال تفرض عليهم لمس ما استجد من كتب، وجاء الرد على حد قول احدى قريباتي من صديق للعائلة رسام الكاريكاتير المبدع وصاحب برنامج (اتفرج يا سلام) في القناة الثقافية، الاستاذ صلاح عناني عن ذلك كتاب (ازمة منتصف العمر الرائعة) للكاتبة ايدا لوشان.
جاء في تقديمه انه كتاب شديد التفاؤل لأنه لا يقدم الوعود بقدر ما يحدد لك المعالم، وهو يحاول الاستفادة من المعلومات المتاحة والتجارب المماثلة بالقدر الذي يصل للقارىء في هذه المرحلة بالذات.
وقد يلاحظ من يقرأ ما بين سطوره، انه ليس كتابا يقرأه من هم في منتصف العمر فحسب ، بل انه كتاب يمكن ان يقوم بدوره لمن تخطى هذه المرحلة ليدخل ما يسمى مرحلة الشيخوخة، مرحلة منتصف العمر ليست قصيرة، بل انها اطول مرحلة في الحياة اذ تمتد من سن العشرين الى سن الستين (اربعون سنة) وهي تقسم الى منتصف العمر الباكر ( 20 -40) ومنتصف العمر المتأخر (40 -60) وهي التي تهمنا.
ايدا لوشان عرفت عن نفسها وما تريده في الحياة خلال هذه الفترة اكثر مما عرفته في سنين عمرها السابقة، عملت جاهدة من اجل اكتشاف ذاتها واعتقدت ان لديها الشجاعة لهذا الصراع اكثر من أي وقت مضى.
اوضحت انه في اشد اللحظات التي يغمرها الاحساس بالحزن والانهزام تدرك من خلال تواصلها مع ذاتها ان ما يمر بها ما هو الا مزيد من الوعي واكتشاف ان تكون انسانا، وتلك هي روعة منتصف العمر.
وتؤكد على ان من يختار الاختيار الحر الواعي بأن يستمر في النضج فان منتصف العمر هي الفترة التي يمكن للمرء فيها ان يكون نفسه بكل العمق والصدق في غير حاجة او رغبة في الاعتماد على الآخرين، يكتشف طبيعته، ويؤكد تفردها فلا يصبح في حاجة للتنازل من اجل الحب والقبول.
بعد قراءة الكتاب، يصل القارىء الى قناعة بأن التحدي الذي يقوم به من هم في هذه المرحلة، رجالا ونساء اعظم فرصة تمنح لهم لكي يصبحوا اكثر صدقا مع الحياة ومع ذواتهم. هذه الفترة حسبما نشعر بها هي الابتعاد عن الاهتمام برأي الآخرين فينا واحكامهم علينا، فاهتمامنا منصب نحو ذواتنا، او بعبارة اخرى بحسن تقديرنا لأنفسنا ودعوة للتخلص من ذنب عدم اتسام حياتنا بالكمال ولنعش واقعنا بإرادتنا لمواجهة الحياة.
