DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ايام بغداد

ايام بغداد

ايام بغداد
أخبار متعلقة
 
كيف عليك أن تحتمل هذا الحزن كله وأنت تتجول على بصيص شمعة في ملجأ العامرية.. يدق في رأسك أزيز الطائرات ودموع نصير شما الذي يسند آلته جانبا وينتحب قليلا.. ربما بكينه ذات يوم بشكل درامي لمكان لم نره ولكن سمعنا عنه فقط.. لا أعرف كيف كانت مقدرتي في الاحتمال وأنا أتجول بين أروقته وبين تلك المنحدرات.. تشم رائحة الأجساد مرت من هنا ورفيق يضئ لك قليلا من الطريق.. بغداد النائمة في العتمة.. فكيف يكون ملجأ الأموات.. تشعر بأن الصفير يرافقك واليوم ملئ بالغبار.. عليك أن تحتمل وتدلف حتى نهاية الجولة.. وبكل براءة الطفولة يعلق المرافق الذي حمل شعلة الفانوس .. انظر هنا هذه ظلال سيدة محترقة تحتضن طفلها.. ويكمل هذه كانت أسرة مجهزة التصقت بها كل الأجساد.. بعضها تفحم وبعضها لم نستدل عليها إلا من القوائم.. كم هو طيب هذا الصغير ولكنه لا يعرف مدى الحزن الذي يصيبني حينما يتحدث بهذه اللغة.. آثرت الصمت والبكاء في الأعماق والأزيز لا يفارقني.. طائرة ليست ورقية وصواريخ عابرة تدك المكان (ربما كان صدام بالداخل) علما بأن بوش الأب لم يكن يبحث عن صدام ليقتله في تلك الفترة.. فأي كذبة كانوا يمارسونها علينا.. @@@ كيف استطاعت هذه الأحزاب الوافدة مع الدبابة الأمريكية أن تحتل أماكن كهذه وتحولها إلى منتديات خاصة بها.. طاولة تنس يلعب عليها الأطفال .. وإعلان لدورة في الحاسب الآلي يقدمها الحزب الإسلامي في مقره الجديد.. كما قال صديقي قاسم السبتي أن المحتل في العراق ثلاثة: محتل لوطن ، محتل لبيت، وناهب طريق.. وجميعهم جلبتهم آلة الحرب الأمريكية ولم يستطيعوا قبل هذا الوقت أن يفردوا عضلاتهم على الأموات مثلما فعل البعض. وحينما تسأله يقول لك بأننا حافظنا عليها من النهابة.. أي نهابة هؤلاء الذين سيسرقون رفات الموتى غير الباحثين وسط الدمار عن موطئ قدم.. @@@ هكذا أصبحت كثير من الأحزاب في العراق تسطو على المقرات والمؤسسات الرسمية لتعلنها مقرا حزبيا لها، بدلا من البحث عن شقة أو بيت للإيجار والجلوس فيه بشرف.. أي ثقة يستطيع الشعب العراقي أن يثق في القادمين هؤلاء.. هكذا كانت تقولها سيدة عجوز التقيتها طريق عودتي من بغداد.. ضربت كفيها وترحمت على زمن صدام الذي ذهب وأخذ معه كل شعور بالاستقرار لدى المواطن العراقي.