في المقال السابق قلت: ان ما أغضب أهالي عنيزة هو ما يغضب أهالي الاحساء او الرياض او شرورة واقول اليوم: ان ما يغضبهم ما هو الا بسب تقازم الحس الوطني العام امام الحس الوطني الاقليمي.. وهذا امر من أخطر ما يمكن ان يزرع في النفوس تجاه الوطن الكبير.. وللأسف انه موجود بيننا بقوة فكلنا (نعذرب) كلنا, فالقصيمي يرى نفسه الاول وباقي البشر في مستوى اقل، والحجازي يرى انه فوق الجميع والجنوبي فيه من المواصفات ما تجعله شيخ الجميع.. وذهب بعض اهل كل اقليم يفاخرون بمالديهم ويحطون من شأن الآخرين حتى اوجدنا بيننا نزعة اقليمية, لا يقل خطرها مستقبلا عن خطر الطائفية الدينية في بلدان اخرى, وللأسف ان هذه النزعة دعمت بشكل مباشر وغير مباشر عبر قنوات اعلامية وثقافية مختلفة منها على سبيل المثال (اوبريتات) مهرجان الجنادرية التي تبارى فيها الكتاب بالتغني عن كل منطقة ومدنها على حدة فكأنها كانت تؤكد ان القيمة الوطنية للانسان السعودي داخل وطنه متشرذمة ومنقسمة الى اقاليم ومدن ذات مواصفات وخصوصيات هي في الحقيقة تافهة وصغيرة امام الروح الوطنية العامة والالتصاق بالوطن الكبير المملكة العربية السعودية حيث الهوية الأم التي تحتضننا جميعا ويجب ان نتحدث عنها بروح واحدة لا بروح فول الحجاز ومرقوق نجد ومغلق الحساء ومهرجان عنيزة, ومهرجان رفحاء.
ربما يرى البعض ان هذه الامور تافهة لا أثر لها ولكن الحقيقة أنها على صغرها او تفاهتها فانها ذات أثر جسيم يخشى منه علينا جميعا, ولهذا يجب ان نكون اكبر من كل هذا ونسعى بكل ما اوتينا من قوة للتماسك في زمن صعب لابد ان ننسج فيه بين ارواحنا نسجا قويا يزيد من التحامنا معا والتحامنا بالأرض من اجل المستقبل فكما نحن خارج الوطن سعوديون بحكم جواز السفر والمنطق الدولي يجب ايضا ان نكون سعوديين في الداخل بحكم الحب والانتماء والحس الوطني العام.==1==
يا دار لا هنت ولا هان راعيك==0==
==0==ولاهان شعب كرموا راية الدين==2==
كلمات أغنية وطنية بسيطة تسمعها اينما كنت ومن أي منطقة أتيت فتطرب روح الوطن في داخلك ومثل هذه الكلمات العامة البسيطة هي جزء بسيط مما نحتاجه لدعم وتنمية الحس الوطني في نفوس صغارنا اليوم لنعلمهم اننا بلد واحد بخصوصيات شتى ولسنا بلدا واحدا بأقاليم منفصلة لا يجمعها الا جواز السفر.
