على طاري البحث في التافه وغير المألوف اللي اصبحت بضاعة رائجة هذه الايام في امريكا، أقول فعلا لماذا لاتتوجه صناعة المعلوماتية في مجتمعنا في نفس الاتجاه.. وتحاول تكشف لنا عن كثير من الخصوصيات إللي دائم نغني عليها في هذا الجزء من العالم.. ما عندي شك ان البحث في سلوكياتنا هنا سيحظى باهتمام الاعلام الدولي والشركات المتعددة الجنسيات المهتمة بالاسواق والمنتجات.. وعلى الاقل نعطي انفسنا حقها وبالارقام في مسألة الخصوصية والتميز هذه اللي اتعبتنا.. فالشاب السعودي مثلا انا متأكد انه يمضي معظم ساعات النهار في مركبته ومع جواله.. والآنسات وبعض السيدات يمضين وقتا محترما في المشاغل وفي صوالين التجميل والكوافير وحضور الحفلات.. والذكور السعوديون يمضون ثلاثة ارباع وقتهم في الاستراحات ولعب البلوت وتعاطي المعسل والانتداب لمهمات عمل خارج الحدود اكثر من اي ذكر في العالم..
وقد نجد ان الموظف لدينا يتمتع باجازات عرضية وطولية مدفوعة الثمن طبعا على مدار العام للدرجة التي لايتبقى للعمل والانتاج الا ايام قد لاتتعدى الشهر في احسن الاحوال.. ولربما وجدنا ان البني آدم عندنا يمارس النفاق في كل شيء في حياته للدرجة التي لايميز معها بين الصح والغلط والحلال والحرام فقط من اجل ان يكون مثلما يريد له المجتمع ان يكونه.. وان النظم والاخلاقيات وفعاليتها عندنا على الورق وماهو مطلوب من البني آدم الا اجادة ترديد الحكم والامثال ومواد النظام المحفوظة عن ظهر قلب، اما تطبيقها فهذه مسألة فيها نظر وحسب الظروف..
انا فعلا متأكد اننا بنكتشف اشياء جدا مثيرة عن واقعنا وستحظى تلك المعلومات برواج هائل في العالم يخدم صورتنا المتدهورة من 11 سبتبمر حتى اليوم.. قناعتي ان غياب المعلومات الجادة والتافهة في حياتنا هي اكبر مشاكلنا.. ووجودها في نظري سيسعفنا في حلحلة اكوام العلل والبلاوي في سلوك البني آدم وفي اداء المؤسسات على الاقل ان اردنا ان نخرج من نفق الاستهلاكية في كل شيء والاعتماد على مبادئ الاختلاف قبل الاتفاق والتعددية والتقييد في مقابل التقليد والثبات.. صحيح ان اغلبنا يشعر بان اوضاعنا غير طبيعية لكن الشعور لايكفي لحدوث التغيير الطبيعي للأحسن طبعا وبأسلوب البحث والارقام..
