اكد مراقبون عراقيون ان زيارة وزير خارجية بريطانيا الخاطفة الى البصرة جاءت لتبليغ رسالة لقيادة القوات البريطانية في جنوب العراق تطالبهم بتحسين التعامل مع العراقيين في المدن الجنوبية مقابل عدم تعرض العشائر العراقية والأحزاب الإسلامية لهم عقب ما جرى في حادثة المجر الكبير في مدينة العمارة والذي أدى الى مقتل ستة جنود بريطانيين وجرح ثمانية في الأسبوع الماضي .
وأفاد مقربون من الإدارة البريطانية جنوب العراق ان سترو ناقش مع القيادة الإيرانية خلال زيارته طهران سبل وقف أية هجمات ضد القوات البريطانية في الجنوب ، مقابل ان يكون للأحزاب الإسلامية الموالية لإيران دور اكبر في المستقبل السياسي العراقي خاصة في مناطق الجنوب ، مع عدم قيام الجنود البريطانيين بأية إجراءات للتفتيش عن الأسلحة او الاعتقال إلا بعد اطلاع قيادات تلك الأحزاب. حيث تمتلك إيران قدرة للسيطرة عليها وعلى أهالي الجنوب العراقي الشيعة وكانت حركة الثورة الاسلامية اكبر الحركات السياسية الشيعية تتخذ من طهران مقرا لها قبل سقوط نظام صدام.
و أبلغت القيادة البريطانية في جنوب العراق أهالي منطقة المجر الكبير عبر اكثر من 50 الف منشور تم توزيعها ونشرها عبر الطائرات انه لن يتم عقابهم بسبب قتلهم الجنود البريطانيين وانما سيتم تعقب الجناة واعتقالهم فقط .
و قام اكثر من خمسة آلاف جندي بريطاني خلال اليومين الماضيين بتعزيز تواجدهم في مدينة المجر معززين بالدبابات من نوع تشالنجر وسيارات مصفحة وطائرات مروحية لحفظ الأمن. كما أوضح ذلك ناطق باسم القوات البريطانية في جنوب العراق بأن الهدف من وراء هذه التعزيزات هو حفظ الأمن وان العملية أطلق عليها اسم ( إظهار القوة ) ، فما قام عدد من اهالي منطقة المجر باستقبال هذه القوات للتعبير عن عدم وجود عداء للبريطانيين في المنطقة نتيجة الحادث . وعبر أحد رجال الدين في المجر ان على الجميع اعتبار الحادث من الماضي ، في الوقت الذي عبر فيه الكابتن جاي وينتر قائد القوة البريطانية بان العودة الى المجر تستهدف إعادة البناء والاتصال بالمواطنين وعدم ترك خلفيات الحادث تسيء الى العلاقة بين البريطانيين واهالي تلك المدينة .
