نحن نعلم بأن المملكة بأمس الحاجة الى دخول الاستثمارات اليها سواء كانت اجنبية أو عربية أو سعودية ولكن لا نزال نعاني من الغموض في فهم التعامل مع الاستثمارات الاجنبية، فهناك من يرى بأن الاستثمارات التي تحتاجها المملكة لابد ان تكون مركزة على الصناعة فقط اعتقادا منهم بأنها ستكون طويلة الاجل وتجد فرصا وظيفية وتنقل التكنولوجيا وخلافه، وهناك من يرى بأن الاستثمارات يجب ان تكون مركزة على البترول ومشتقاته فقط ايمانا منهم بأن المملكة تمتلك المادة الخام مما يعطي ذلك ميزة تنافسية وهناك من يرى ككاتب هذه السطور بأن الاستثمارات التي تحتاجها المملكة هي استثمارات متنوعة في مشروعات تنموية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى على ان توزع على مختلف مناطق المملكة بطريقة استراتيجية تتفق مع الاهداف العليا للبلاد.
ان الاقتصاد السعودي يحتل مكانة مرموقة بين دول الشرق الاوسط فهو يتمتع بعوامل جذب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر وفرة الموارد الطبيعية، ووجود الاسواق الكبيرة، وموقع المملكة المتميز، وتعدد المنافذ، ووجود البنية التحتية للمواصلات، وتوفر العمالة المدربة حتى ان كانت اجنبية الا انها متأقلمة ومؤهلة وبسعر منافس.
هناك الكثير من الادبيات العلمية التي حددت اربعة انواع من العوامل التي تحفز الاستثمارات الاجنبية للدخول الى أي بلد وهي:
1- الطلب الشديد على المصادر التي يمتلكها المستثمر الاجنبي.
2- خدمة الاسواق الاجنبية الاخرى، وليس فقط المحلية.
3- اعادة هيكلة وضع السوق الحالية للبلد المضيف.
4- تعزيز الاصول الموجودة في سوق البلد المضيف بأصول متطورة يمتلكها المستمثر الاجنبي.
وهناك دراسة حديثة وزعت على اكبر المكاتب الاستشارية في العالم، تهدف للوصول الى تحديد اهم العوامل التي ساهمت في اقناع هذه المكاتب للاستثمار خارج حدودها الوطنية وجاءت العوامل مرتبة حسب اهميتها كالاتي:
- نمو الفرص التسويقية في البلد المضيف.
- اشراك المستهلك المحلي في التفاعل مع اعمال الشركة الاجنبية.
- وجود استثمارات اجنبية متنوعة.
- الاستقرار السياسي والاقتصادي.
- ارتفاع حجم الارباح مقارنة مع البلدان الاخرى.
- توفر العمالة الماهرة.
- وجود سوق تنافسية.
- الشراكة الفعلية مع مستثمر محلي.
- معرفة الشريك المحلي للسوق المحلية.
- وجود حوافز مستمرة من حكومة البلد المضيف.
- القيود على الاستيراد.
هذه هل العوامل التي يجب ان نركز عليها فبدونها لن يكون هناك استثمار ولن يكون هناك عودة للاموال العربية المهاجرة ودعونا نبتعد عن المهاترات النظرية، فهل نتعظ؟
