حاول علماء باكستانيون لسنوات طويلة تحسين نوعية محصول القطن بتطوير قطن مهجن.. الا ان جهودهم لزيادة انتاج رابع اكبر دولة مصدرة للقطن في العالم توارت مع اعلان مزارع باكستاني نجاحه في تطوير نوع جديد ينتج مثلي محصول القطن العادي.والقطن الذي ينتجه صادق اكبر بخاري اول نوع مهجن تعترف به الحكومة في اطار مساعي البلاد لتلبية الطلب المحلي على القطن فيما تتجه للتصدي لمنافسه خارجية متزايدة تحت مظلة منظمة التجارة العالمية.ويمثل القطن وصناعة المنسوجات ركيزة اقتصادية وستين بالمئة من الصادرات البلاد ويوفر فرص عمل لسبعين بالمئة من سكان الريف. وتدفقت الاستثمارات على القطاع في السنوات الاخيرة لتثير تكهنات بان الطلب المحلي على القطن سيرتفع بما يصل الى ثلاثين بالمئة في السنوات الخمس المقبلة. ويقول بخاري ان قطنه طويل التيلة جدا وامتن من القطن التقليدي الذي تنتجه باكستان. وقال بخاري الذي يزرع القطن منذ عام 1977 انه قطن متين جدا وعلى درجة عالية من الجودة. وصرح لرويترز في مولتان عاصمة زراعة القطن في باكستان انه قطن جيد ومثالي يمكن ان يساعد الصناعة على المنافسة بسهولة في السوق الدولية. وقال بخاري ان النوع الذي طوره يرفع انتاجية الفدان الى 40 مندا وحدة وزن هندية تساوي 1490 كيلوجراما مقابل 21 مندا في المتوسط للمحصول العادي. الا ان ندرة البذور تعني ان الانتاج سيقتصر على عدة آلاف من البالات في العام المقبل ويتطلب توفير مخزون من الحبوب عدة سنوات حتى يتسنى بدء الانتاج على نطاق كبير. ويقول بخاري انه يريد انتاج مئة الف بالة 17 الف طن من قطنه المهجن في عام 2007 وهي كمية محدودة مقارنة بانتاج باكستان السنوي من القطن ويبلغ اكثر من عشرة ملايين بالة. وقال مسؤولون عن صناعة القطن ان المشروع يمثل على الاقل خطوة في الاتجاه الصحيح. وقال ميان انجم سليم رئيس اتحاد جميع مصانع المنسوجات في باكستان اذا كان صحيحا فانه امر يستحق الاشادة. اذا ارتفع محصول القطن الى 40 مندا سيتضاعف انتاجنا حينئذ. اعتقد انه ينبغي على الحكومة دعم هذا الجهد. واشاد محمد اسلام جيل مدير معهد ابحاث القطن المركزي في مولتان بابحاث بخاري وقالانه اول نوع مهجن يجمع بين المحصول الوفير والجودة العالية جدا. ويواجه القطن الباكستاني وصناعة المنسوجات منافسة دولية قوية بداية من عام 2005 حين تطبق معايير واحدة على جميع منتجي المنسوجات داخل منظمة التجارة العالمية. وقال بخاري ليس لدينا وقت للتسويف. يجب ان ننافس والمح الى ان باكستان يمكن ان تلعب دورا رئيسيا اذا ركزت على زيادة انتاج القطن وتحسين جودته. وقال مسؤولون في صناعة القطن ان باكستان غير قادرة بالفعل على تلبية الطلب السنوي لمحالج القطن والذي يتوقع ان يرتفع الى 15 مليون بالة في عام 2008. وقال نسيم عثمان المتعامل في جمعية القطن في كراتشي استثمرت مبالغ ضخمة في قطاع المنسوجات في السنوات الثلاث الماضية... اذا استمرت الاستثمارات على نفس المنوال ستتراوح الاحتياجات المحلية بين 14 و15 مليون بالة في السنوات الاربع الى الخمس المقبلة. وقال مسؤول حكومي ان حجم الانتاج الذي تستهدفه باكستان للسنة المالية التي تبدأ في الاول من يوليو يبلغ 55ر10 مليون بالة مقارنة من الانتاج المتوقع لهذا العام عند 10ر10 مليون بالة. وتتوقع الحكومة ان يبلغ الطلب المحلي 50ر11 مليون بالة خلال العام السنة المالية الحالية وتدعو الصناعة لاخذ خطوات هامة لدعم الانتاج المحلي. وقال عثمان في العام الماضي استوردت باكستان 2ر1 مليون بالة قطن معظمها من النوع عالي الجودة. وخلال الموسم الحالي استوردنا 900 الف بالة بالفعل واعتقد اننا سنحتاج مابين 300 و400 الف بالة اخرى.
