DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

نجيب الزامل

نجيب الزامل

نجيب الزامل
نجيب الزامل
أخبار متعلقة
 
كنا في مزرعته على مشارف مدينة بريدة، نتمشى هو وانا بين صفوف باسقة من النخيل ونتلبس نحن هذا الظلال مع لفحات خريفية تصنع جوا رخيا يدلل الاعصاب ويحث حوافز الترويح وتنجلي الروح.. كان يتطلع في هذا الجو المفعم الى بقية المزرعة المترامية، وعلى وجهه المنحوت بالطيبة الصارمة بسمة عسكرية خفيفة, لم تفلح في تغطيتها كل الاحتفاءات المدنية والعملية التي انجزها بنجاح ثابت كما اتم سيرته العسكرية بثبات ناجح، ليقول لي: انظر هنا تنتهي معاركي واستغربت ان تكون له معارك، وان تبدأ وان تنتهي، وادركني متابعا: لقد كانت الحياة العسكرية صراعات مع الواجب امام نداءات تريد منك ان تميع هذا الواجب، ودخلت ميادين العمل في اكثر من مناسبة ولم تكن صافية كل الصفاء دائما هذا الطمع الانساني، ودائما هذا التوثب والشك الذي يجعل متلمس الاعمال يقظا مثل سباع البراري حتى لاينقض عليه ضار من الضواري.. واصدقك، نعم كسبع البراري اي ان يكون ايضا متيقظا ليفوز بالغنم الذي قد يقفز امامه في اي لحظة، هنا تنتهي معاركي لاني مع الشجر والهواء ولان النخلة تطرح التمر بدون ترتيب ولا اجراء ولا مطالبات.. لذا احب ان يزورني الناس هنا وانا في هذه الحالة المتصالحة مع كل شيء.. لاني اقرب للطبيعة واقرب لله كلام لم انسه، ودائما اعيد امامه: ان ماقلته لي في بريدة اكتشفت معانيه في كل كتاب انساني اقرأه فيضحك لي بالضحكة تلك التي احب ان اراها على محياه، الابتسامة العسكرية المطلة بخفاء.. لم أره منذ فترة، وكنت اراه بانتظام لانه كان قريبا كل القرب لاخيه الاكبر المرحوم ابراهيم المطلق (والد زوجتي) يرحمهما الله، ولم ار السعادة كما اود ان اراها، في ألقها السمح الا في وجهي الرجلين الشقيقين الكبيرين لما يلتقيا.. وكان حديثهما معا لايمل لان كلا منهما عاش حياة بتجارب لا تتكرر ولا تمل.. ولما غاب الاخ الاكبر طالت فترات البعد حتى سلم الروح لبارئ الارواح..كان هذا العم محمد المطلق، وهذا ما عناه لي ولاقاربه ومحبيه العم محمد، بتلطفه الصارم، ولفتاته الحانية التي قد لاترتسم على الوجه الذي اودعت فيه شدائد الحياة اثارها، على ان القلب بقي صافيا كغدير بري ربيعي.. وكان امام كل الناس اللواء متقاعد محمد علي المطلق.. ولم يكن العم محمد من الذين رضوا ان يتركوا خطا رمليا على طريق الحياة تذروه اية هبة ريح،فقد كان من الاوائل الذين ساهموا في بناء المجتمع العملي في المنطقة، وهو المجتمع الذي كان يرتكز على الاعمال التي تقدم خدمات متطورة ومسهلة للحياة، لكل الناس.. وعاصر رجال اعمال كبارا وعمل معهم وبجوارهم من الداخل ومن خارج البلاد، وله قصة يحكيها دائما مع عثمان احمد عثمان صاحب الشركة العربية المصرية الكبرى (المقاولون العرب) لما كانت تنفذ مشاريع بناء في المنطقة، وتبادلا المنافع العملية ومزرعته (غير اعمال اخرى) فيما اعتقد من اكبر المزارع في المملكة وهي في غاية التنظيم لما رأيتها قبل اكثر من عشر سنوات.. وله في العمل الفندقي والخدمات الاسكانية خطوات طولى.. على انه بقي لي ذلك الوجه المسبوك بحنان صارم، والاطلالة الخفية من تلك الابتسامة العميقة التي لا تكتمل.. ابتسامة من انسان في غاية الرقة، من شخصية اخذت من العسكرية كل جديتها.. وحين ووري التراب في المقبرة دعوت، مع من دعا، ان ترتسم ابتسامته كاملة باذن الرب العظيم، وهو مقبل على بوابات الفردوس.