عقدت جماعة الجيل الجديد ندوة بمقر نقابة الصحفيين المصرية حول (التقدم الحضاري) أكد فيها د. مجدي يوسف رئيس الرابطة الدولية لدراسات التداخل الحضاري ان هناك ضرورة للمنهجية البحثية في حياتنا. وأشار الى ان مجتمعنا يركز على القراءة الشكلية (محو الامية)، على حين ان الامية الحقيقية ليست أمية الحرف، وإنما أمية فهم الواقع، وليست قضية المنهج ان نعرف الصحيح من الخطأ فقط، وانما تعني المنهجية الحاجة الى الاستكشاف المستمر، وهذا يحتاج الى طرح اسئلة على الواقع، فالمفروض ان نبدأ من واقعنا الذي يفرض علينا تصورات معينة. وكشف د. مجدي عن ان التنوير في المغرب ليس تنويرا واحدا، وان التقدم هناك منفصل عن الاساس الاجتماعي، والتقدم في البحث العلمي شكلي، فهو يعطي أشياء فيها اضافة للبحث العلمي دون ان تكون هناك علاقة باحتياجات المجتمع، وضرب د. مجدي مثلا بالقنبلة الذرية لما اكتشف علماء الطبيعة بعد ذلك خطورة مافعلوه، لكن الامر كان قد خرج من أيديهم، فقد اخذها السياسيون منهم.
وطالب د. مجدي يوسف أن نكون أكثر وعيا بالتغير الفعلي حتى نقدم مايميزنا في هذه العملية التاريخية، فعندما نتكلم في الحاضر يجب ان تكون أعيننا على المستقبل، وفهم علاقة الناس ببعضهم البعض وعلاقتهم بالطبيعة. ويكون الشيء الذي يأتي من الخارج خاضعا للسياق الموجود لدينا.
وأوضح د. محمد رؤوف حامد استاذ علم الادوية اننا نفتقد في الدول النامية الاتفاق والاختلاف بشكل واضح وعلى أساس منهجي، وهذا الاختلاف من منظور منهجي يؤدي الى ان يكون التنوع بناء الى اقصى درجة، فالدول والمجتمعات التي نمت فعلا خارج المجتمع الغربي، هي التي صنعت اختلافا مع المناهج التي يتم تعميمها على بقية المجتمعات. ولقد تطور اليابانيون لانهم استخدموا مفاهيم من تراثهم ـ منها ان الكل يعمل من أجل المصلحة العامة، لذلك فان من يعمل في مكان يظل يعمل فيه الى الابد كأنه بيته، فقد تطوروا لانهم استلهموا شيئا مختلفا عن الآخرين وهو الشيء النابع من تراثهم.
