زهير هلال محمد الثبيتي مواطن سعودي أدين في شهر فبراير الماضي بتهمة الانتماء على ما يعرف بالخلية النائمة في المغرب، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات على خلفية الاتهام الذي شمله مع مواطنيه "هلال جابر عوض العسيري" و"عبد الله مسفر الغامدي". رغم الإجراءات الأمنية المشددة تمكنت صحيفة "اليوم" من تخطي أسوار السجن المركزي بمدينة "القنيطرة" شمال العاصمة المغربية الرباط لتجري حوارا مع الثبيتي الذي تطرق في هذا الحوار لعدد من القضايا من قبيل رفضه التنازل عن النقض أمام المجلس المغربي الأعلى للقضاء ، وإمكانية ترحيله من المغرب إلى أحد السجون السعودية ، واستطعنا إجراء هذا الحوار:
أحفظ القرآن
@ هل تستطيع أن تحدثنا عن تجربتك وزملائك داخل السجن؟
- السجن بالنسبة لي كان لي فيه الخير الكثير والعميم الذي أشكره لله سبحانه وتعالى، من حيث الاجتهاد في بعض أوجه الطاعة والفرائض والسنن كحفظ القرآن الكريم وقيام الليل والصوم ، ومن ناحية أخرى البعد عن الفتن الخارجية ومغريات الحياة ، والاستفادة من مجموعة من الدروس الدينية، والحمد لله فقد انتهيت من حفظ نصف سور القرآن الكريم وأنا الآن في بداية حفظ الثلاثين حزب المتبقية والتي أتمنى أن يكرمني الله عز وجل بحفظها.
نتعرض لمضايقات
@ ماذا عن وضعيتكم الآن داخل السجن المركزي بمدينة القنيطرة؟
- نتعرض لبعض المضايقات، أولها فقد حبسنا مع معتقلي الحق العام وهم مجرمون من لصوص وباعة مخدرات وقتلة ... ورغم ذلك فإن هؤلاء مسموح لهم بعدة أشياء، في مقابل هذا فإننا ممنوعون من عدة حقوق ، ورغم احتجاجنا المتكرر فإن إدارة السجن تواجهنا بقولها المتكرر بأنها تنفذ التعليمات وأننا تحت المراقبة المستمرة لأجهزة الأمن والمخابرات .
@ في مواجهة هذا الوضع ما هي الخطوات التي قمتم بها ؟
- من أجل تحسين أوضاعنا بادرت في 26 من شهر أبريل الماضي راسلت وزير العدل المغربي بخصوص تحسين وضعيتنا داخل السجن ومن أجل أن يأمر بتنفيذ الحكم المتعلق بإتمام إجراءات الزواج بعد أن أمر سعادته وكما أطلعت من خلال الصحف المغربية بتنفيذ الأحكام الصادرة في القضية بتاريخ 4 فبراير 2003 في ملف "الخلية النائمة" عدد 1004/2002. واسمح لي أن أنتهز هذه المناسبة أن أناشد، بعد الله سبحانه وتعالى، ما يسمى بهيئات حقوق الإنسان سواء في المغرب أو خارجه ، بالتدخل لصالحنا بعد أن امتنعت عن ذلك ، وهو ما قامت به في قضية "عبدة الشيطان" حيث تدخلت مختلف المنظمات والجمعيات الحقوقية بكل ثقلها، وبالنسبة لنا، كمعتقلي الرأي. ومن بين المنظمات التي قمنا بمراسلتها المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المرصد المغربي لحماية السجناء، منتدى الحقيقة والإنصاف وغيرها لذا أناشدها مرة ثانية من أجل أن تتدخل في أسرع وقت من أجل حصولنا على صفة "المعتقلين السياسيين"، والإقامة في جناح معتقلي الرأي، وما إلى ذلك من الحقوق وعلى رأسها الزيارة المنتظمة لأهالينا.
لا أرفض الترحيل
@ ما حقيقة رفضك الترحيل من المغرب إلى أحد السجون السعودية ؟
- بتاتا أنا لا أرفض الترحيل، لكن هناك شروط مشروعة تدخل في صميم حقوقي أريد أن تتحقق لي وإن تحققت فإني لا أجد مانعا من الالتحاق برفقة أسرتي في اتجاه وطني الذي أشتاق إليه أكثر من أي وقت مضى.
@ هل يمكنك أن تذكر لنا هذه الشروط؟
- ببساطة شروطي المشروعة محددة فيما يلي:
أولا إتمام إجراءات الزواج،ثانيا تمكين زوجتي من الوثائق التي تطلبها حتى يتسنى لها السفر إلى بلدي للإقامة في بيت العائلة .
إضافة إلى ذلك فإني أرفض رفضا قاطعا أي محاولة تؤدي إلى التنازل عن حقي في الطعن بالنقض أمام المجلس الأعلى للقضاء في المغرب، من هنا فالحديث عن عملية الترحيل هو في عمقه يهدف إلى حملي على التنازل عن النقض. وبالتالي أنا متشبث بهذه الشروط مجتمعة حتى يمكنني الموافقة على قرار الترحيل في اتجاه وطني المملكة العربية السعودية.
وما أريد أن أوضحه هنا بهذه المناسبة عبر صفحات صحيفة "اليوم" أني متمسك أكثر من أي وقت مضى بممارسة حقي في الطعن في الحكم القاضي بإدانتي، ليس من أجل فكرة الترحيل فقط ، ولكن من أجل تأكيد براءتي وبراءة زملائي في المحنة ، لأننا على يقين تام من البراءة، وأن ملف "الخلية النائمة" فارغ من أي إثبات ضدنا ،وبالتالي فإن الطعن في الحكم سيساعد على رد الاعتبار لنا ولعائلاتنا بعد دخولنا السنة الثانية من هذه المحنة ، زيادة على ذلك فإني حريص على النقض حتى تتم براءتي وهو ما سيجنبنا فتح الملف مرة ثانية سواء هنا من خلال القضاء المغربي ، أو بعد ترحيلي من خلال القضاء السعودي.
هناك ضغوط
@ أفهم من كلامك أن هناك ضغوطا تمارس عليك حتى تقبل بفكرة الترحيل؟
- بالفعل هناك ضغوط كثيرة تستعمل لإجباري على القبول بفكرة الترحيل من قبيل منع الأهل من الزيارة بدعوى أنني مازلت لم أتنازل عن النقض ، ومنع زوجتي من بعض الأوراق التي تخصها، والتي قد تساعد على إتمام إجراءات الزواج.
@ في حالة حكم المجلس الأعلى ببراءتكم، هل ستستمرون في الإقامة بالمغرب؟
- الترحيل إلى وطني المملكة العربية السعودية أفضل لي من البقاء في المغرب رغم الحب الكبير الذي أكنه له ولأهله والذي لم تنجح القضية التي تمت متابعتي فيها من التقليل منه ، إلا أن الوضع الأمني سواء بالنسبة لي أو لزوجتي به غير مضمون ، وبالتالي فمن الأحسن لي أن أكون على أرض وطني وبين أهلي وأقربائي.
شكرا للسفير
@ هل هناك أي اتصال حاليا بينكم وبين الحكومة السعودية أو ممثليها ؟
- سفارة خادم الحرمين الشريفين بالرباط هي الجهة الوحيدة التي كانت قد تحدثت معنا " الثتبيتي والغامدي والعسيري" عن أشياء من قبيل النقض والترحيل، وقد تكلمت مباشرة مع سعادة السفير، وأكدت له أنه لو توفرت جميع الشروط، منها الحصول على جميع الوثائق المتعلق بي وبزوجتي، لترحيلها معي إلى السعودية، فعندئذ سأقبل الترحيل.
أكثر من ذلك فسفارتنا مشكورة تمدنا بالمؤونة والحمد لله، كما وعدتنا بتسوية عبر استكمال إجراءات الزواج، والإقامة الشرعية، ونحن ما زلنا ننتظر لحد الساعة.
@ آخر سؤال في هذا الحوار لوحظ أن عائلتك بالمملكة لم تكن معك أثناء جلسات المحاكمة ، هل كان هناك أي مانع حال دون حضورها؟
- والدي ووالدتي لا يستطيعان التنقل عبر الطائرة نظرا لكبر سنهما، لكن تلقيت منهما عدة رسائل، وكانت هناك اتصالات معهما.
