DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

في انتظار من يخلصها من جور والدها

اب يحرض ابنته على السرقة للانفاق على جلسات الكيف

في انتظار من يخلصها من جور والدها
في انتظار من يخلصها من جور والدها
أخبار متعلقة
 
الابنة تلجأ إلى مباحث الأحداث وتسلم نفسها وتطالب بحمايتها من والدها. مهمة الاب ـ أي اب ـ ان يرعى ابناءه.. مهمة الاب ـ أي اب ـ ان يسعى لحماية ابنائه من أي مخاطر تحيط بهم ويمنحهم الامان والحنان.. مهمة الاب ان يبتعد بابنائه عن طريق الغواية والانحراف ويقودهم إلى طريق الفضيلة والحلال.. هذه هي المهمة الطبيعية التي يؤديها أي اب على اكمل وجه ولا يدخر جهداً في سبيل اتمامها باعتبارها اسمى رسالة واعلى غاية.. ولكن قدر منى وحظها العاثر اوقعها في اب من نوع مختلف.. اب يسعى إلى تغيير الادوار والمواقع واجبار بناته وزوجاته على العمل ليل نهار بينما يجلس هو في المنزل لا شغلة ولا مشغلة سوى انفاق النقود التي تأتي بها زوجاته وبناته.. قسوة الاب دفعت ابنته منى إلى الهروب من الجحيم الذي تعيش فيه ولجأت إلى قسم الشرطة تطلب الحماية من اقرب الناس اليها.. من ابيها.. تم تحرير محضر في قسم شرطة روض الفرج بناء على طلب الفتاة التي اتهمت ابيها بتحريضها على السرقة واحضار المال بأي وسيلة.. وطلبت حمايتها منه قبل ان تنزلق قدمها إلى طريق الحرام.. حسب ما نقله مراسلنا بمكتب القاهرة محمد رمضان وقف رجال المباحث في دهشة امام هذا البلاغ الغريب من نوعه وفي النهاية لم يجدوا امامهم سوى تحويله إلى مباحث الاحداث نظراً لصغر سنها فهي لم تتجاوز الخامسة عشرة بعد ليبدأ فصل جديد من مأساة الفتاة الحزينة. وقفت منى امام العميد مصطفى بدر مدير ادارة الاحداث والمقدم فوزي صلاح الدين وكيل الادارة تروي مأساتها بدموعها قائلة.. نشأت في اسرة متواضعة تقيم باحدى الحواري الضيقة بحي روض الفرج شمال القاهرة استقبلتني مشاعر الكراهية من جانب ابي منذ لحظة الميلاد بدون ان ادري لها سبباً.. كان يتعمد ضربي بقسوة عند أي خطأ مهما كان صغيراً.. وفي احيان اخرى بدون أي خطأ على الاطلاق.. وسرعان ما اكتشفت سر هذه الكراهية.. وهو ان ابي كان يحب الذكور بشدة وكان يتمنى ان يكون له ولد.. فهو رغم اقامته في مصر منذ سنوات طويلة الا انه لم ينس جذوره الصعيدية.. كانت شقيقتي الكبرى ميرفت التي تكبرني بثلاثة اعوام هي شريكتي في الاهانة والعذاب الذي نلاقيه يومياً على يد بابا الذي لا يستحق هذه الكلمة التي تحمل كل معاني الرحمة والحنان والعطف وهي كلمات لم نعرفها على الاطلاق في بيتنا الصغير الذي احالته قسوة ابي إلى قطعة من الجحيم كانت امي خلالها اشبه بالواحة الغناء التي نستظل بها ونستكين بجوارها من لكمات الاب وركلاته وسبابه المتصل.. وكانت تخفف عنا دائماً وطأة الظروف الصعبة التي نعيشها بلمساتها الحانية وكلماتها الرقيقة وكانت دائماً تردد ان هذه هي قسمتنا ونصيبنا.. ولم تتوقف اهانات ابي او تقتصر علي انا وشقيقتي ميرفت فقط وانما امتدت ايضاً إلى امي التي ذاقت على يديه كل صنوف العذاب على الرغم من انها هي التي كانت تنفق على البيت من عملها بالخدمة في البيوت ومرت سنوات ونحن نعيش في هذا الجحيم المستمر وبدأ بعدها في اجباري مع شقيقتي على العمل في البيوت حتى تتضاعف الحصيلة فلم تعد النقود التي تعود بها امي تكفي للانفاق على قعدات الكيف والمزاج التي يواظب عليها بصفة شبه يومية. وعلى الرغم من تفاني امي في ارضائه بشتى السبل الا انه قابل هذا كله بالنكران والجحود وتزوج من امرأة اخرى تدعى فاطمة (40 سنة) ولا استطيع ان اصف حالة الحزن التي اصابت امي.. وسقطت اسيرة المرض تحاصرها كل مشاعر اليأس والاحباط وتعاني اوجاع الغدر.. ولم يمهلها القدر حيث ماتت وهي تشكو إلى ربها خيانة الزوج وجحوده. وفقدت السند الوحيد الذي كنت استند اليه بعد المولى سبحانه وتعالى، واظلمت الدنيا في وجهي وزادت معاناتي مع قسوة زوجة ابي التي انضمت اليه في مباريات التعذيب والاهانة اليومية التي القاها على يديه انا وشقيقتي الكبرى ميرفت وصار البيت قطعة من الجحيم واصبحنا ننتظر اللحظة التي ننفد فيها بجلدنا من هذا العذاب. وتطورت الامور سريعاً حيث تزوج ابي مرة اخرى من غادة 33 سنة وبعد شهور قليلة تزوج من ايناس 23 سنة.. وكنت في دهشة من امري كيف يستطيع الانفاق على زوجاته الثلاث.. ولكن دهشتي زالت سريعاً عندما اكتشفت ان العكس هو الصحيح وان الهدف الاساسي من هذه الزيجات هو زيادة موارده المالية.. حيث انضمت الينا زوجتاه الجديدتان ولم يعد لنا جميعاً سوى هدف واحد وهو العمل ليل نهار والعودة بالنقود لنضعها في يديه ولا نجد في النهاية سوى الجملة التقليدية (اوعي تكوني خنصرتي حاجة) ويتبعها بفاصل من السباب ويختتم الوصلة بكلمة (غوري من وشي يا بنت الـ..). الحد الفاصل كل العذاب الذي مر بنا كوم وما حدث بعد ذلك كوم آخر.. حيث بدأ ابي في تحريضنا على سرقة كل ما تطوله ايدينا.. خاصة ما خف حمله وغلا ثمنه.. رفضت.. وثرت.. واعلنت انني لن امد يدي على اموال الناس مهما كانت الاسباب حتى لو مزقوني ارباً.. وبالطبع كان نصيبي علقة ساخنة من ابي شاركته فيها زوجاته الثلاث.. ولم تستطع شقيقتي المسكينة الدفاع عني.. والا كان مصيرها علقة مماثلة. وتوعدني ابي بعلقة ساخنة كل يوم حتى اخضع لطلباته واتحول إلى لصة.. عشت اياما سوداء لا ادري ماذا افعل فانا لا اطيق الحرام ومع ذلك لم اعد احتمل الضرب المبرح الذي اتعرض له يومياً حاولت ان استجيب لالحاحه حتى اتخلص من العذاب اليومي.. ولكن يدي لم تطاوعني وعجزت عن السرقة وعجزت ايضاً عن العودة إلى البيت لعلمي بالمصير الذي ينتظرني هناك فاتخذت قراري باللجوء إلى قسم الشرطة لحمايتي من ابي ولم يكن امامي حل آخر سوى هذا.. اعلم ان الامر يبدو غريباً ومثيراً للدهشة ان تلجأ فتاة مثلي إلى قسم الشرطة لحمايتها من ابيها.. ولكن ما لاقيته على يديه قتل بداخلي كل مشاعر الابنة نحو ابيها واصبح بالنسبة لي مجرد شخص قاس لم اجن على يديه سوى الايذاء والمرارة. وبادر المقدم فوزي صلاح الدين وكيل ادارة الاحداث باتخاذ الاجراءات القانونية حيث ارسل في استدعاء الاب لتسليمه ابنته باعتبارها قاصرا لم يتجاوز عمرها السادسة عشرة واخذ تعهدا عليه بحسن رعايتها.. وكانت المفاجأة عندما رفض الاب الحضور لتسلمها قائلاً البنت التي تذهب إلى قسم الشرطة للابلاغ عن ابيها لا تستحق ان تعيش في بيته. وظل رجال المباحث في انتظار الاب عدة ايام دون جدوى ولم يجدوا في النهاية سوى ايداعها بدار رعاية الفتيات بالزيتون.. والعجيب ان منى انتابتها فرحة غامرة عندما علمت برفض ابيها الحضور لتسلمها واكدت ان أي مكان في العالم حتى لو كان في دار رعاية الفتيات سيكون اكثر امناً من منزل ابيها الذي لم يترك بداخلها أي ذكرى طيبة وكانت نظرة واحدة إلى الكدمات التي تركت علامات في جسدها.. او نظرة اخرى إلى شعر رأسها الذي قام والدها بقصه ببشاعة كفيلة بمحو أي مشاعر طيبة تجاه هذا الاب وهذا المنزل.. وفي النهاية يكفيها انها ستعيش بالحلال وبعيداً عن نار الحرام التي اراد ابيها القاءها اليها..