السينما حاليا تقدم الأعمال الدينية بشكل مشوه!!

في البداية كيف كانت طفولتك؟ تميزت طفولتي بالشقاوة المليئة بالمرح والقفشات الكوميدية، ولكن دون ان يؤثر ذلك على تفوقي الدراسي، وقد تفتحت موهبتي الفنية خلال سنوات طفولتي الاولى. @@ وماذا عن ذكرياتك في التدريس؟ - عندما تخرجت في المعهد العالي للتربية الفنية عملت مدرساً للتربية الفنية بمدرسة قصر الدوبارة وبجانب التدريس كنت امارس هواية التمثيل. @@ هل كنت قادراً على التوفيق بين التدريس والتمثيل؟ - التدريس بالنسبة لي لم يكن مجرد وظيفة ولكنه كان عشقا من داخلي للتربية الفنية لايماني العميق بأنها الاسلوب الصحيح لتربية الذوق ولذلك كنت اجتهد قدر استطاعتي للتوفيق بينهما الى ان بدأ ناظر المدرسة يضطهدني عندما علم بعملي بالتمثيل فأخذ يعطيني حصصا زيادة، ولم اجد مفرا من ذلك سوى الاستقالة. @@ ما رأيك في مدرسة الفن النمطية؟ - الحمد لله.. انا لست من خريجها، ولكنني من مدرسة فن التجديد المستمر.. لانه لا يمكن ان يصبح الفنان كالموظف الروتيني، بل على الفنان ان ينوع من ادواره، ولا يعطي الفرصة للجمهور ان يتوقع ما سيقدمه الفنان، بل عليه ان يجعل ذهن المشاهد مشغولاً بالتفكير في الشكل الجديد الذي سيقدمه الفنان، وتلك هي الرسالة الحقيقية للفن. @@ الفنان كمال الشناوي.. بعد 50 عاماً في الحقل السينمائي ما الذي اختلف اليوم عن الامس في السينما المصرية؟ - سينما اليوم اكثر حظاً من الناحية التقنية عن سينما زمان التي كانت تتعامل مع استوديوهات بدائية.. اما من حيث اختيار الموضوعات، فسينما زمان كانت تتناول موضوعات اجتماعية تدعو للخير وتحارب الشر، وبالتالي نجحت سينما زمان في غرس مجموعة من القيم داخل المشاهدين، توارثتها الاجيال، اما الآن فالسينما تدعو المشاهدين للتحلل من القيم وتوجههم نحو الفتونة وتسلط القوي على الضعيف وهي ظاهرة تقليدية للافلام الامريكية التي يستعرض فيها الامريكان قوة شعبهم وحكومته ووهم قوة الشعب الامريكي الذي لا يقهره احد (افلام الكاوبوي). @@ لماذا بهتت صورة الاعمال الفنية الرومانسية في سينما اليوم؟ - السبب هو تحول جميع الموضوعات الرومانسية الى موضوعات كوميدية ضاحكة. @@ بما انك من اشهر اصحاب الدويتو.. لماذا اختفت هذه الظاهرة من السينما المصرية الآن؟ - هذه الظاهرة ارتبطت بجيل معين من الفنانين مثل انا وشادية، وعماد حمدي وفاتن حمامة، انور وجدي مع ليلى مراد، ماجدة ويحيى شاهين.. حيث اعتاد الجمهور على ان يرى الثنائيات، وقديماً كان العمل الفني يجمع بين اكثر من نجم.. فقد عملت مع يحيى شاهين وشكري سرحان وحسين صدقي رغم ان كل منا نجم اما الآن فكل فنان يرى في نفسه انه البطل المنفرد ولا يريد احدا معه (منتهى الانانية). @@ رغم ان عمرك الفني اكثر من خمسين عاماً.. فلم نشاهدك في اعلان تليفزيوني.. ما السبب؟ - هذا النظام هو صناعة امريكية.. والفنانون الذين دخلوا هذا المجال، هو من باب تقليد الامريكان وهذا لم يفدهم بل كان ضرره اكثر، حيث يفقد الاعلان بريق الفنان ويؤثر في قيمته.. وانا شخصياً كانت امامي عروض عديدة ولكنني رفضتها دون ان استجيب للاغراءات المادية حتى احتفظ باحترام الجمهور لي ولفني. @@ ما رأيك في ظاهرة اشتراك الفنان في اكثر من عمل فني في آن واحد وايضاً عرض اكثر من عمل له في وقت واحد؟ - الفنان الذكي لا بد ان يكون على بينة بأن له عمر فني فلا يحرقه، بل من الضروري ان يتأنى في الاختيار وان يتفرغ لعمل واحد حتى يجيد فيه، وان يكون مقتصراً في الحضور على الشاشة ليظل للمشاهد مثل النجم في السماء يظهر في جزء من اليوم.. وهكذا كان لقب الفنان بالنجم لانه لا يظهر الا في اوقات معينة وليس موجوداً امامنا باستمرار. @@ وما رأيكم في الاعمال الدينية التي تقدمها السينما الآن؟ - السينما الآن ابتعدت كثيراً عن سينما زمان التي قدمت صلاح الدين والشيماء وخالد بن الوليد اما الآن فللأسف نرى السينما المصرية تقدم الاعمال الدينية بطريقة مشوهة، حيث الوجوه عابثة والاصوات خشنة وبها عنف وعجرفة، في حين ان الاعمال الدينية لا بد ان يتم عرضها بأسلوب اسلامي به هدوء وبراحة وابتسامة وصفاء سريرة ولغة عربية واضحة. @@ ما ذكرياتك مع الشائعات خلال عمرك الفني؟ - الحمد لله طوال عمري الفني كنت بعيداً عن مجال الشائعات التي كانت قليلة بطبيعتها، حيث كان الذي يحكم الفنانين المنافسة الشريفة آنذاك، اما الآن فأغلب الشائعات يطلقها الفنانون حول انفسهم كنوع من الحضور المستمر على صفحات الجرائد. @@ ما رأيك في اتجاه بعض الفنان ينللعمل في الاعمال الخيرية؟ - هذا هو دور الفنان الحقيقي.. وانا شخصياً احمل لقب سفير الخير والانسانية وحصلت على وسام نظير ذلك وقديماً كانت هناك تحية كاريوكا والآن نادية لطفي ومديحة يسري.. حيث تتم زيارة الجمعيات الخيرية وجمع التبرعات لهم.