DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

د. مبارك الخالدي

د. مبارك الخالدي

د. مبارك الخالدي
د. مبارك الخالدي
أخبار متعلقة
 
انتهت القمة الإسلامية المنعقدة في الدوحة مثلما انتهت القمة العربية في شرم الشيخ ببيان ختامي يعلن فيه المؤتمرون رفضهم الحرب, ورفضهم التدخل في الشؤون الداخلية لأي قطر مسلم, ورفضهم المساس بوحدته الإقليمية, ورفضهم مشاركة أية دولة إسلامية في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على العراق. يعني لا جديد في البيان, وما يرفضه البيان, يرفضه العالم ويعلن رفضه بالمظاهرات التي شهدتها ولا تزال تشهدها عواصم ومدن لا جديد في بيان القمة الإسلامية, وربما لو انعقدت قمة عربية او إسلامية فمعروف مقدما ان البيان الجديد اللاحق سيكون مشابها في المضمون والشكل والصياغة للبيان السابق, ولن يختلف عنه إلا في التاريخ ومكان المؤتمر. والسؤال لماذا كلف زعماء الدول الإسلامية او ممثلوهم أنفسهم عناء ووعثاء السفر الى الدوحة ليعلنوا على مقربة من (العديد) انهم يرفضون الحرب وباقي العبارات (الكليشيهية)؟ كان باستطاعتهم ان يعدوا ذلك البيان التاريخي العظيم ويتفقوا على مضمونه عبر الهاتف او بتأسيس (غرفة دردشة) على الانترنت خاصة بالقمة. ان استخدام هذه التكنولوجيا له فوائد جمة منها توفير الوقت والجهد والمال ـ المال الذي يجب ان يعضوا عليه بالنواجذ, فكلفة الحرب القادمة القريبة لا يستبعد ان يدفع البعض منهم جزءا منها وان في الخفاء او بطرق غير مباشرة مما ينجم عنه تراجع اقتصاديات دولهم المتراجعة أصلا سنوات عدة الى الوراء. الحرب قادمة ولو كره المؤتمرون. والمشاركة فيها بطريقة ما او بأخرى لن يمنعها بيان ختامي معلب. لكن ما ان يركن المرء لهذا الرأي حتى يباغته صوت في داخله بالتساؤل: (لم تنعقد القمم؟) الجميع مدركون انها لا تقدم ولا تؤخر, وانه لن يصدر عنها ما يؤدي الى أقل قدر من التغيير في مجريات الأمور والحقائق المؤسفة على أرض الواقع, لكن لها فوائد كبيرة وكثيرة منها ترسيخ الاقتناع لدى الشعوب العربية والإسلامية ان المؤتمرين خارج اللعبة تماما وانهم لا يمسكون بأرفع واقصر خيط من خيوطها, وعلى هذه الشعوب الوامقة الرامقة خوفا وحيرة وتشتتا ان تتوجه بانظارها الى عواصم الدول الأوروبية والآسيوية المعارضة للحرب والقادرة على الفعل. البيانات التي يحتاج المرء الى قدر هائل من الصبر والتحمل لكي يستطيع تحمل الاستماع اليها وهي تقرأ او ليكمل قراءتها. وفي نهاية المطاف, يكتب عليها (للحفظ) وتودع في ملف البيانات العتيد الذي يظل مفتوحا ومتشوقا لاستقبال بيان جديد. ويظل العرب والمسلمون في انتظار اندلاع الحرب الأمريكية والصور والتقارير الاخبارية التي سوف تبثها القنوات الفضائية الأجنبية والعربية على الهواء مباشرة الصادرة من الفريق الإعلامي الضخم الذي يسعى (البنتاغون) الى تشكيله, وفي انتظار كيف تنفذ إدارة بوش مشروعها، ترتيب وتشكيل الأوضاع في المنطقة, وقبل ذلك ينتظون تحرير الشعب العراقي. من المتوقع انعقاد مؤتمرات عربية وإسلامية طارئة في حال اندلاع الحرب, وسوف تصدر بيانات ختامية لا تختلف عما سبقها من بيانات. لكن من سيجد الوقت وقبل ذلك الرغبة في الاستماع اليها وهي تقرأ او يغامر بقراءتها؟ لا أحد! فالخليجيون وهم القريبون من أتون المعركة يفكر البعض الموسر منهم في السفر الى بيروت ولندن وعواصم عربية وغير عربية أخرى, وقد سافر البعض منهم بالفعل, والبعض يفكر في الابتعاد قدر الإمكان والقدرة المالية. أما البقية فسوف يبقون في بيوتهم متوسدين ومتكئين على كماماتهم الواقية, وأعينهم مصمغة بشاشات أجهزة التلفاز, وآذانهم مشرعة لالتقاط صوت صفارات الإنذار. اما العرب والمسلمون البعيدون فقد يخرجون في مظاهرات ضد الحرب, لكن سوف تبح أصواتهم دون ان يكون لها تأثير, لتخفت وتخفت حتى تنطفىء مثلما حدث عند بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.