DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هل المسلمون متطرفون؟

هل المسلمون متطرفون؟

هل المسلمون متطرفون؟
هل المسلمون متطرفون؟
أخبار متعلقة
 
يعرف التعصب بأنه التشبث بالرأي والمعتقد والمذهب مع وضوح الحق والصواب في خلافه, في حين ان التطرف هو بلوغ النهاية في النقيضين اي في التشدد للرأي والتمسك بالمعتقد والتعصب , اما الارهاب فهو اللجوء الى القوة واستخدام العنف في غير جهاد شرعي لفرض الرأي وتطبيق المعتقد واظن ان هذا الثالوث المقيت ـ واعني به التعصب والتطرف والارهاب ـ هو من الامراض الاجتماعية السرطانية المهلكة التي تعمل على استئصال اي مجتمع تترعرع فيه وتبيده وتمحو وجوده, والتاريخ مليء بالحركات السياسية التي ظهرت بزخم عال في اول امرها وانتشرت برهة من الزمن ثم ما لبثت ان اندثرت وتلاشت ولم يبق منها الا اسمها, واظن ان الاتجاهات الفكرية التي يعج بها تاريخنا الطويل لم تكن في الواقع وليدة ترف فكري او جدل فلسفي او غزو ثقافي بقدر ماكانت مظهرا لصراعات سياسية متطرفة ـ اقل مايقال عنها انها دموية ومريرة ـ وقد كان المنظرون والمفكرون في مختلف هذه التيارات والمذاهب المتصارعة يعملون على تطوير فكرهم التبريري لتطرفهم ولما زالت العناصر المتطرفة التي تزعمت هذه التيارات وماتت تراجع زخمها حتى اصبحت تراثا فكريا خامدا الا انه قد ينبعث في واقعنا بين فينة واخرى حينما تتوافر الشروط الموضوعية لذلك. ان الحاجة لدراسة تاريخنا ـ بما تضمنه من تياريات فكرية ومذهبية وسياسية متصارعة ـ دراسة نقدية معمقة تعد ضرورة لفهم ظواهر التعصب والتطرف وبما يسهم في الحد منها بل ومعالجتها حيث ان التطرف هو سبب وعلة الارهاب والبيئة التي يزدهر فيها فقد يكون من الضرورة التعرف على مظاهر التطرف وعلاماته كفكر وسلوك والتي بموجبها يمكن تشخيص وجوده في اي مجتمع واسباب ظهوره وعوامل انتشاره ولان المذاهب الفكرية العلمانية والالحادية ليست هي السائدة في واقعنا المعاصر فقد يكون من الملائم توجيه الاهتمام للتطرف الديني الذي اصبح يمثل اشكالية فكرية وسياسية يعانيها الكل بلا استثناء ومن المؤكد انه لايمثل حقيقة الاسلام بل هو انحراف مرضي ومسخ مشوه يدعي الاسلام ويتمظهر به لا اكثر ولا اقل. ان ما قيل او يمكن ان يقال عن التطرف في المجتمعات الاسلامية من انه مبعث قلق كبير قد لايكون موضوعيا بدرجة عالية الا انه يستحق وقفة تأمل لان احتمال انتشار التطرف في المجتمعات الاسلامية يعتبر ظاهرة خطيرة بالفعل ولا يمكن بأي حال ان يتم تجاهلها هذا اولا اما ثانيا فقد يكون من الملائم ـ ووفق قراءتنا للتاريخ ولتجارب الآخرين في هذا الصدد ـ ان يتم الحديث عنها بصوت عال دون تردد لاستكشاف نقاط الضعف لدى المسلمين حتى يتمكنوا من معالجتها قبل استفحالها في مجتمعاتهم . ان تتبع بعض الكتابات في منتديات الانترنت قد توحي ببعض مؤشرات تطرف حيث يلاحظ على من يتبناها مايلي: @ السطحية في فهم الدين ومقاصده وممارسته والاصرار على ضرورة تطبيقه انهم لايفهمونه الا من خلال رؤية احادية وهم بذلك يختزلون الاسلام كله فيهم, وبذلك فهم لا يترددون في تكفير المسلم على رأيه المخالف وتسفيه سلوكه وعمله وفعله لمجرد انه لا يوافق عملهم وهم يمارسون سواء بادراك او غفلة منهم شار من لم يكن معنا فهو بالقطع ضدنا انهم بعيدون عن روح التسامح وثقافته ولا يرون في الآخرين الا اعداء كفارا منافقين ضالين مضلين اما المسالمة والمعايشة فهي في نظرهم مسلك الضعيف في ذات الله التي تستلزم التوبة ممن يمارسها. @ ظهور بعض الممارسات التي تتسم بالعنف بين فينة واخرى . ان بعض الدراسات الامريكية تشير الى ان التطرف موجود في كل المجتمعات البشرية ومازال هذا السلوك في حدود نسبة 5% من الناس فينبغي ألا يشعر بالقلق حيث يظل ذلك جزءا من حيوية المجتمع ولكن هل المسلمون ضمن هذه النسبة؟ وهل نحن في بيئة متوازنة حيث تتوافر فيها شروط الحوار الموضوعي بين مختلف الافكار والجماعات؟ قد يصعب تأكيد او نفي دعوى ان اعمال العنف التي بدأت تظهر بيننا تمثل سلوكا فرديا او ثقافة جماعية بدأت تستشري بين الشباب الذي عادة مايتسم بالحماس والاندفاع ولكن من المؤكد ان المسلمين لا يملكون تجاهل وجود مثل هذه الممارسات والسلوكيات بينهم وحتى لو انكروا فهل يعني ذلك عدم وجودها؟ وهل مجرد تجاهلها سيدفع المتطرفين الى التراجع عن افكارهم وبالتالي سيعمل على اضمحلالها وتلاشيها؟ ان ظاهرة التطرف موجودة في مختلف المجتمعات الاسلامية واظن انه قد ان الاوان لاتخاذ الخطوات المناسبة نحو معالجتها ليس من اجل الغير ولكن لان في علاجها كل الخير لهم ولمستقبلهم واول خطوات العلاج عدم تجاهلها وعدم السماح بمنحها ما يوحي لها بأدنى صبغة شرعية أو رسمية.