DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لم يعد الخطاب السياسي الأمريكي منصبا في الوقت الحاضر على تغيير النظام العراقي بنظام آخر، بل تخطى الأمر ذلك إلى صياغة جديدة لمستقبل الشرق الأوسط خلال عقود مقبلة طويلة، ومفردات هذه الصياغة تبدو واضحة بجلاء من خلال الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي مؤخراً، وبالتحديد عشية انعقاد القمة العربية في شرم الشيخ، وكأنه يضع أمام القادة العرب مستقبل دولهم وما ستؤول إليه في أعقاب الحرب المحتملة على بغداد، فصياغة الخطاب تقول دون تلميح بأن التغيير لن يطول العراق وحده، بل سيطول دول الشرق الأوسط أيضاً، والحديث على أشده في الأوساط السياسية الأمريكية بضرورة تغيير خارطة المنطقة بعد إرساء النظام الديمقراطي الجديد في بغداد ( على الطريقة الأمريكية) بحيث يكون هذا النظام مثالاً لما يجب أن يطبق في سائر دول المنطقة، ورغم أن فرص التحول نحو النظام الديمقراطي تبدو متاحة ومهيأة في العديد من دول المنطقة إلا أن الخطأ الذي يجب أن يتدارك هو أن فرص التحول يجب أن تنطلق من داخل دول المنطقة ذاتها وليس عبر ضغوط أمريكية، لاسيما أن مشاعر الكراهية ضد واشنطن بدأت تزداد في ظل رغبتها العارمة في الانفراد بكل تسوية خارج نطاق الشرعية الدولية استناداً إلى قطبيتها الوحيدة الضاربة في العالم، غير أن ذلك لا يجيز لها إملاء أي تحول على أي شعب من الشعوب، وإن كان هذا التحول متناغما مع توجهات دول عديدة في العالم من الشرق والغرب، إلا أن استحقاقات المرحلة المقبلة أيا كان شكلها لا يمكن أن تخول دولة بعينها لرسم مستقبل الشعوب خارج نطاق إرادتها كأمر واقع غير قابل للجدال والنقاش، وقد يكون لهذا الرسم بكل خطوطه ودرجات ألوانه ما يعارضه من معطيات الحوارات الهادئة والمتزنة والعقلانية بين حضارات الشعوب وثقافاتها، وإزاء ذلك فإن التباين كبير بين توجه يستهدف تخليص دولة بعينها مما تملكه من أسلحة دمار شامل. وبين توجه يستهدف تغيير الأنظمة المعمول بها في المنطقة بأنظمة يفترض أن تنبع من بيئات دولها وثقافاتها وليست وافدة إليها من خارج حدودها، رغم أن التوجه الديمقراطي بحسبة عقلانية بسيطة مسألة لا يجب ربطها بخطط أمريكية صرفة، بل يجب أن تربط برغبة شعوب المنطقة في التعاطي معها.