1
أعجب كثيرا للوالدين اللذين يوليان أبناءها اهتماما خاصا سواء في كيفية التعامل معهم من حيث السلوك والاستجابة لمطالبهم أو الاستماع لمشكلاتهم بإعطائهم الوقت الكافي للتعبير عما يواجهونه من صعوبات أو مشكلات ومشاركتهم مشاركة حقيقية في حلها ، إلا أنني أعتب كثيرا على أولئك الذين يصادرون حتى قدرة أبنائهم على التخاطب معهم أو بث همومهم وشكواهم إليهم، مما يجعل هناك فجوة كبيرة بين الوالد والابن الذي لن يتوالن عن استغلال أية فرصة تتاح له ليغرد خارج السرب.
2
بعض الآباء ونتيجة لحرصهم الشديد على أن يكون أبناؤهم على مستوى عال من التأهيل والقدرة والمعرفة ومنذ أن يطرق ابنه الصغير باب الصف الأول الابتدائي يشد إزاره ويشعل مصابيحه ويفجع أهل بيته وكأن المسكين دخل الجامعة فالمدرسة تعلم من جهة والوالد والوالدة من جهة والمدرسون الخصوصيون من جهة أخرى !!! أعلم أن ذلك نابع من رغبة جامحة لدى الأب في أن يتعلم الابن ليشتد عوده ويصبح من ذوي الشهادات ولكن النتيجة أن ينشأ وهو معتمد في دراسته وأموره الأخرى على والديه ومدرسيه ، وعندما يواجه المحك أو يدخل اختبارات من نوع آخر تجده رجلا آخر لا يستطيع فعل شيء أو اتخاذ قرار ما ....!! وحقيقة أستغرب كثيرا ما يحدث خصوصا في أوقات الامتحانات أو التقييمات الشهرية ، حالة استنفار عجيبة جاء المدرس وذهب المدرس ولا أدري حين يذهب الأبناء للجامعة ماذا يحتاجون هل يحتاجون إلى فريق علمي يجلس معهم كل يوم لتعليمهم وتلقينهم الدروس إذا كانوا في الصفوف الأولى يأتيهم فرق من المعلمين وعلى رأسهم الأب والأم ، فمتى يرفع الآباء أيديهم قليلا ليتيحوا فرصة لأبنائهم ليذوقوا ميزة الاعتماد على النفس وليتمكنوا من قياس قدراتهم ومهاراتهم الفردية في تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم مهما كانت صغيرة أو كبيرة.
