DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

د. مبارك الخالدي

د. مبارك الخالدي

د. مبارك الخالدي
أخبار متعلقة
 
في العشية التي شهدت اختتام اعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب، علق مراسل (سي ان ان) في معرض تقريره عن الاجتماع قائلا ما معناه ان الجامعة العربية معروفة بأنها تجيد الكلام ولا تجيد الفعل. بعبارة اخرى، ان الجامعة العربية ، ومن وجهة نظر المراسل الامريكي، ليست الا مجرد (ظاهرة صوتية)، وكان واضحا فيما قاله تلميحه الى ان الاجتماع لن يسفر عن قرارات تستطيع التأثير على الازمة التي كانت السبب في انعقاده. واود ان اضيف لو كان مراسل (سي ان ان) يعرف الشاعر جرير لقال: "ابشري بطول سلامة يا ازمة، فسوف تستمرين في التعقد وصولا الى الذروة ثم الى الانفراج بأي شكل من الاشكال دون ان يكون للجامعة العربية دور في ذلك". وليس في الامر مجازفة القول ان ذلك المراسل كان يتحدث بلسان الادارة الامريكية، لكن المؤلم انه كان يتكلم بلسان الملايين من العرب، ان لم يكن كل العرب، حتى الوزراء المجتمعين انفسهم، فلقد عودتنا الجامعة العربية بقممها واجتماعاتها انها لا تملك القدرة على التأثير ايجابيا على الواقع العربي المأزوم دائما بقضاياه ومشاكله الاقتصادية والسياسية والتعليمية والتنموية. وصدر عن الاجتماع البيان الذي جاء حاملا اكثر من مفاجأة. المفاجأة الاولى هي صدور البيان ذاته بالشكل والصياغة التي خرج بها، اذ لم يكن متوقعا ان ينتهي اجتماع الوزراء ببيان كهذا، فلم يكن الهدف من انعقاده سوى التحضير لقمة عربية طارئة او استثنائية. حيرني طويلا وعميقا وصفها بالطارئة وهي المسبوقة بكل هذا الضجيج والوهج الاعلامي اللذين لا يتناسبان مع نوعية القرارات التي ستخرج بها لو انعقدت. ولا اعتقد ان تسميتها "استثنائية" ينقذ من الحيرة. اننا ازاء حالة من العجز اللغوي ـ رغم "صوتية الجامعة" ـ المعبر بدوره عن حالة العجز العربي على اصعدة اخرى. المفاجأة الثانية التي زفها البيان تمثلت في بندي رفض الحرب، والالتزام بعدم تقديم تسهيلات عسكرية للولايات المتحدة. رفض الحرب بحد ذاته لم يكن مفاجأة خاصة انه يأتي في اعقاب خروج الملايين، في عرض وطول العالم حتى في الدول الضاغطة في اتجاه الحرب، في تظاهرات حاشدة تعلن رفضها الحرب وتطالب بمخرج سلمي من الازمة. من المحبط والمهين ان يأتي البيان بما هو اقل من الرفض. تنبع المفاجأة الثانية حقيقة من بند "عدم تقديم التسهيلات العسكرية للولايات المتحدة". عنصر المفاجأة فيه هو صعوبة مواءمته مع الحقائق المعروفة والمشهودة على الارض العربية، فضلا عن صعوبة واشكالية تطبيقه وتحويله من مجرد حبر على ورق الى فعل اذا ما شنت الولايات المتحدة الحرب ضاربة بمجلس الامن والدول المعارضة لها عرض الحائط. ان يرفض الوزراء الحرب فهذا هو الموقف الحد الادنى او اضعف الايمان، لكن ان يعلنوا الالتزام بمبدأ عدم تقديم التسهيلات للولايات المتحدة فهذا هو الخداع والالهاء والتضليل. والتوريط لانفسهم وللقمة المزمع عقدها. هل اريد بهذا البند تضليل المواطن العربي وخداعه؟ نطمئن البيان المفاجأة ان العربي لم يعد ممكنا تضليله وخداعه، فهو يرى ويسمع ويفكر ويفهم كل ما يدور حوله. ربما اريد به توريط القمة المقبلة بأي مسمى لانه من البديهي ان تبدأ من حيث انتهى اجتماع وزراء الخارجية، والمتوقع ان تبحث في آليات تطبيق البندين السابقين، والا لا جدوى من انعقادها، فالوضع العربي المأزوم ليس في حاجة الى المزيد من البيانات الجوفاء والخطب الطنانة الرنانة، فلن يخرجه ذلك من ازمته كما انها فقدت تأثيرها على المواطن العربي. المفاجأة الثالثة جاءت بعد صدور البيان متمثلة بزوبعة الاتهامات بالتلاعب والتزييف في صياغة البيان، والازمة اللبنانية ـ الكويتية. ربما يكون القادم مع القمة المقبلة اخطر، فكأن الحرب المقبلة لا تكفي!!