اذا كان الجنود الامريكيون يعتبرون بفخر انهم الافضل تجهيزا في العالم فان هذا لا يمنعهم من التهافت للحصول على السيجار الكوبي والاقراص المدمجة والصحف حتى ولو تم الامر عبر المقايضة بأغراض من عتادهم الحربي.
وقال احد الضباط العاملين في المارينز منذ اكثر من 15 سنة مفضلا عدم الكشف عن اسمه: المهم ان نعرف ما يريده الاخرون وما اريده انا بالتحديد.
اما المواد التي يسعى اليها الجنود الامريكيون والتي يمكن ان تقايض بأغراض اخرى فهي السيجار الكوبي (الممنوع في الولايات المتحدة) والسجائر والصحف اضافة الى الفوط المعطرة والصابون السائل والمطهر والاوراق الصحية.
والمقايضة تتم عادة بولاعات من نوع زيبو او فيديوات رقمية دي في دي والاقراص المدمجة الموسيقية واستخدام الهواتف الخلوية (للجندي الواحد الحق في 15 دقيقة فقط على الهاتف العادي) وبمعنى آخر كل ما يمكن ان يقضي على الضجر بانتظار الحرب.
وقال ضابط طلب عدم الكشف عن اسمه انه ادخل فيديوات رقمية الى المعسكر مع ان ذلك ممنوع.
واضاف: عندما وصلت الى الكويت اكتشفت ان التيار الكهربائي هو 220 (فولت) بينما لا تعمل الفيديوات الامريكية الرقمية سوى على 110 (فولت)، لذلك كان لا بد من البحث عن محولات، او الاكتفاء بقراءة الكتب.
وهكذا يتم التفاوض للحصول على المحولات بأسعار عالية واحيانا يقايض المحول الصغير الذي لا يتجاوز سعره خمسة دولارات بكيس امريكي تبلغ قيمته 100 دولار.
ويروي جندي آخر ان ثلاثة اصدقاء له جلبوا معهم مجلات اثارة الا انهم لم يتمكنوا بعد من بيعها ولا من مقايضتها بشيء آخر.
ويقول اللفتنانت كولونيل فرد باديا قائد الكتيبة الاولى لفرقة المارينز الخامسة: كيف نكافح هذه الظاهرة؟ نحن لا نكافحها مضيفا ان المقايضات تساعد على رفع معنويات الجنود.
ويبدو ان الاوراق الصحية ليست متوافرة بكثرة بين الجنود القابعين في الخنادق، وحمامات الاغتسال نادرة، لذلك يرتفع سعر الفوط المعطرة والصابون السائل.
اما الصحف فهي المادة التي يتم التهافت عليها اكثر من غيرها. وقال احد الجنود شاكيا: لا احد يخبرنا بما يجري وانا متأكد من ان اهلي سيعرفون قبلي انني وصلت الى العراق.
ومن بين الجنود الامريكيين الـ70 الفا الموجودين في الكويت هناك 45 الفا من المارينز ينتشرون في شمال البلاد استعدادا للعملية العسكرية المتوقعة ضد العراق حسبما افادت مصادر عسكرية امريكية.
والقسم الاكبر منهم كان معتادا لا بل مدمنا على السجائر والقهوة.
وقال اللفتنانت كولونيل باديا: عندما يصبح التبغ مفقودا تلاحظ ذلك من العصبية التي تبدو على تصرفات الجنود.
ويبدو ان المقايضات ليست شيئا جديدا في الجيش الامريكي.
فخلال حرب فيتنام كانت البندقية تقايض بشريحة لحم.
وفي كمبوديا كان الاتصال الهاتفي الدولي يقايض بزجاجة مشروبات.
وخلال حرب الخليج عام 1991 كانت الوجبة الغذائية للجيش الفرنسي المعروفة بجودتها تقايض بثلاث وجبات طعام امريكية.
وقال اللفتنانت كولونيل باديا ايضا ان حفنة صغيرة من التبغ الذي يمضغ والذي لا يدوم اكثر من ساعة في الفم كانت تباع بخمسة دولارات خلال حرب الخليج.
وختم اللفتنانت كولونيل قائلا: انا ضابط وجنتلمان ولن استفيد ابدا من الظروف للقيام بمقايضات مع أي كان ... الا اذا افتقرت الى القهوة!.
