DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خليل الفزيع

خليل الفزيع

خليل الفزيع
أخبار متعلقة
 
بعض الممارسات التي يرتكبها اناس نظن انهم عقلاء.. تبعث على الحيرة، وتدل على الاستهتار الذي يفقد المرء بعضا من قيمته الانسانية التي يفترض ان يتحلى بها في تعامله مع نفسه ومع الآخرين. وبعض تلك الممارسات يأتي ضررها مضاعفا على من يرتكبها وعلى من ترتكب ضده.. اي على المرء ذاته، وعلى من حوله من الناس والطبيعة والاشياء حتى وان اتى ذلك عن غير قصد، فالنتيجة واحدة. ان الممارسات التي تنجم عنها اضرار، مهما كبرت هذه الاضرار اوصغرت، هي في النهاية نوع من الاستهتار الذي يلعب الشيطان دورا بارزا في تحريض الناس عليه، وما الشيطان في هذه الحالة سوى الانسان نفسه، الذي نفى قيمه، وتجاهل المبادئ التي تحميه من الوقوع في الخطأ او الخطيئة، وما اسوأ ما يرتكبه شياطين البشر من جرائم ضد انفسهم وضد من حولهم، عندما يبدأ الاستهتار باقل الاشياء، ثم يتطور - بحكم التعود - ليشمل ما هو اخطر وابعد اثرا في الحياة العامة.وغالبا ما ينشأ هذا الاستهتار نتيجة انعدام التوجه السليم منذ الطفولة، ونتيجة انعدام القدوة والمثل الاعلى في الاسرة، لان الاسرة الصالحة تقتضي الحزم والانضباط، دون التضييق والعنت، كما تقتضي المرونة واليقظة دون الاهمال والتسيب، وما نراه من ممارسات ومظاهر الاستهتار بالكثير من القيم والمبادئ والمكتسبات الوطنية، هو في حقيقته نتيجة حتمية لممارسات خاطئة في التربية واساليب عقيمة في التعليم، وهذا لا يعني ان الاستهتار صفة تلازم سلوكيات الصغار دون غيرهم، فنحن نرى الكبار يمارسون من التصرفات ما يبعث على الحيرة، ويدعو الى الاستغراب، وكان هؤلاء الكبار يعيشون فترة ارتداد عمري حرجة. تعمهم بالطيش الذي لايتناسب مع وقار التقدم في العمر، وما يقتضيه من انضباط في السلوكيات الخاصة والعامة على السواء.وعندما يستهتر المرء بكل شيء.. تتساوى وتختلط امامه المفاهيم، ويصعب عليه تقدير نتائج تصرفاته، حتى وان ادرك مدى انتمائها للخطأ او الصواب وقد يصل به الحال الى درجة المرض الذي يقتضي علاجا نفسيا عاجلا، لتحاشي تفاقمه وتطوره غير المحمود المراقب، عندما يصبح صفة ملازمة للمرء لافكاك له منها.ان النار التي لا تبقى ولا تذر.. انما تبدأ من مستسصغر الشرر، وهكذا الحال بالنسبة للاستهتار الذي يبدأ بالاشياء الصغيرة، واذا به يصبح عادة ثابتة وصفة ملازمة، وسلوكا يصعب التخلص منه، وكل البدايات التي تبدأ بالخطأ انما تنتهي بنفس النتيجة وهي تفاقم الخطأ الى درجة يصعب معها العلاج مع ان التشخيص المبكر لاي مرض هو الوسيلة المثالية لتدارك اخطار ذلك المرض، مع الفارق في اساليب العلاج لان المرض الجسدي يمكن علاجه بالادوية او العمليات الجراحية وهو يقتصر على فرد دون سواه، اما المرض السلوكي، فان علاجه بالادوية او العمليات الجراحية, وهو يقتصر على فرد دون سواه، اما المرض السلوكي، فان علاجه اشد صعوبة وخطورة وقد يحتاج الامر البتر، كما يبتر العضو الفاسد في الجسد، لان اضراره لا تقتصر على الفرد، بل تتعداه الى الآخرين فمتى تختفي كلمة الاستهتار من قاموس تعاملنا مع الذات، ومع غيرنا من الناس والطبيعة والاشياء.