DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ليس حلما ياحبيبتي

ليس حلما ياحبيبتي

ليس حلما ياحبيبتي
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير دفنت لينا الصغيرة ذات السنوات الخمس ووجهها في ثنايا عباءة امها وقالت: (انا نائمة..) اغمضت عينيها وقالت: (هذا ياماما.. حلم) رفعت رأسها مرة اخرى ونظرت في عيني امها الدامعتين وقالت: (متى سنصحو من هذا الحلم؟) بكت وكررت برجاء.. (اريد ان اصحو من هذا الحلم..). كنت جالسة بقربها.. الغرفة مليئة بالعباءات السوداء.. الوجوه جزعى.. والعيون دامعة... ليس حلما ياحبيبتي.. بل هكذا هي الحياة. وهذا هو القدر لقد فاضت روح ابيك الطاهرة الى بارئها.. لقد ذهب حلمنا.. اخونا الاصغر.. وشمعة حياتنا.. ذهب الى الابد وتركنا مصدومين مثلك.. لست وحدك ياصغيرتي, فالمصاب عظيم علينا وعلى امك الشابة واخواتك اللاتي مازلن مثلك يرسمن باقلامهن الملونة احلام المستقبل. لم يكن محمد ابا عاديا.. كان بالنسبة لاسرته الحياة بأسرها.. بكل تفاصيلها الصغيرة.. بدءا من ساعات الصباح الاولى عندما يوقظ صغيراته بضحكه ومرحه الى وقت قراءة القصة قبل موعد النوم. ولم يكن محمد ابنا عاديا.. فقد كان مثالا للبر ونبعا متدفقا من الحنان مع ابيه وامه رحمهما الله. ولم يكن محمد اخا عاديا.. كان وجوده بيننا فرحة دائمة.. لم يشك قط ولم يثقل على اي منا بهم من همومه. لقد حباه الله بقدرة عجيبة على اشاعة السعادة من حوله. ولم يكن محمد صديقا عاديا في وفائه وتسامحه.. كان قلبه يتسع لجميع البشر باجناسهم المختلفة.. كان يحمل حبا كبيرا للحياة فتقبل كل من فيها.. ولذلك احبه كل من عرفه.. لقد ذهبت في غفلة منا يامحمد.. وليس امامنا الى التسليم بقضاء الله وحكمته.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).. د. سهام عبدالرحمن الصويغ ـ الدمام