DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأستاذ الجامعي

الأستاذ الجامعي

الأستاذ الجامعي
أخبار متعلقة
 
إذا كان للأستاذ الجامعي من هدف سام يقوم بأدائه يتمثل في دوره الأكاديمي الذي يزود فيه الطالب بزاد علمي، وثقافي يؤهله للانخراط في جياته العملية مستقبلاً، فإن هناك أيضا أهدافاً أخرى له لا تقل أهمية عن هذا الهدف لعل من أبرزها تزويد الطالب بالجانب القيمي باعتباره بعداً لا غنى عنه للطالب، ولا يكتمل دوره المجتمعي إلا بوجوده. وصدق الشاعر حين قال : ==1== لا تحسبن العلم ينفع وحده==0== ==0==مالم يتـــــــــــــوج ربه بخلاق ==2== من هذا المنطلق أقول ان العلاقة بين الأستاذ الجامعي والطالب هي علاقة فريدة لا تقتصر على الجانب الأكاديمي فقط بل تتجاوزه إلى علاقة إنسانية وأخوية تقوم على الأحترام المتبادل بينهما، فإذا كان الطالب يستشعر المجهود الكبير الذي يبذله أستاذ للارتقاء بمستواه الفكري، والعلمي، فهو يقابل هذا العطاء بالعرفان والحب والتقدير، وكذلك الأمر بالنسبة للأستاذ الذي يقدر تماماً أن هؤلاء الطلاب ما هم إلا أخوة له لابد من الحرص عليهم وإيفائهم حقهم كاملاً بإكسابهم الخبرات العلمية، والمسارعة إلى حل مشكلاتهم، ومشاركتهم أنشطتهم، اللاصفية..هذه الأمور كلها توضح سمو العلاقة بين الأستاذ الجامعي والطالب، وتؤدي إلى حدوث فريد من الألفة والتقارب بينهما في إطار من اللوائح والتقاليد الجامعية المتعارف عليها، والتي استقرت في الوجدان الجامعي كمنهاج لا يمكن الحياد عنه، ولعله يحضرني في هذا المقام كثير من اللقاءات التي اعقدها مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب لمناقشة كثير من قضايا العمل الجامعي، وألمس من خلال هذه اللقاءات بما تحمله من تفاعل ومناقشات بين الأساتذة والطلاب مدى التواصل بينهم، والوعي بأهمية وسمو العلاقة بين الطرفين مما يجعلني أؤكد ان هذا هو النمط السائد للتعامل الإنساني بين الأستاذ والطالب الذي نسعى من خلاله لتحقيق أهدافنا السامية بتخريج المواطن الصالح المعد إعداداً تكاملياً يكفل له مستقبلاً احتلال المكانة التي يصبو إليها الوطن أما ما سوى ذلك فلا يعدو أن يكون حالات فردية نادرة الحدوث لا يمكن الاعتداد بها أو القياس عليها بأنها ملك عام يسود العمل الجامعي، ولا يمكن أبداً لهذه الحالات ان تستمر وسط هذا الزخم الكبير من الترابط والحب والألفة التي تتميز بها علاقة الأستاذ بالطالب، بل إن هذه الحالات الفردية إن حدثت سرعان ما يتم احتواؤها في إطار الأسرة الواحدة التي يجمع بين أفرادها الحب، والتقدير، والاحترام المتبادل لا سيما أن مؤسسات التعليم العالي تضم بين جنباتها صفوة المجتمع من حملة العلم والأدب والفكر الناضج، والله الهادي إلى سواء السبيل . د. عبداللطيف الحليبي