DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
كما توقعت.. بدأ اول الغيث بتلك الاطلالة الخجلى المترددة.. التي اشرأبت برأسها تبحث عن ضمان السلامة اولا لتطمئن حتى تتمكن فيما بعد من اخراج باقي جسدها بأمان. لقد توقعت ان يثير قرار وزراء الداخلية العرب الاخير ردة فعل عند من سيهدد هذا القرار بضاعتهم ومصدر رزقهم بالكساد (هذا اذا وجد الوزراء الشجاعة والقدرة على تطبيقه!) وللتذكير فان وزراء الداخلية العرب اصدروا قرارا يقضي (بتشكيل لجنة فنية بالتعاون مع وزراء العدل (تخيلوا المسألة مازالت في طور اللجنة الفنية ومع ذلك استشعر اصحاب البضاعة بالخطر!!) لدراسة امكانية ادراج جرائم (التحريض والاشادة بالأعمال الارهابية).. هذا هو الجزء المخيف في نص القرار الذي استشعر من خلاله اصحاب بضاعة (التحريض) بالخطر ودفعهم للتساؤل والاستفسار عن توصيف اكثر وضوحا لجرائم (التحريض) حتى لا يقع الجبان منهم في المحظور، وحتى يعمل الآخرون على استنهاض فزعة (زملاء المهنة) للدفاع عن مصدر الرزق المهدد بهذا القرار. فهم اليوم يجسون النبض لانهم مقدمون على امتحان اولي لجدية وزراء الداخلية في تطبيقه (ان صدر) من بعد توصية الدراسة ومن بعد موافقة اللجنة المذكورة! ومسألة طبيعية ان يستشعر هؤلاء بالخطر فقد استأثروا الخطاب التحريضي (مقالا وخطابة) بعقول صغارنا لسنوات سوقوا فيها بضاعتهم طوال العقود الماضية في امن وأمان وفي ظل حكوماتنا الكريمة، فتحكموا بمقدراتنا وسرقوا الغد منا في غفلة، لقد باع هؤلاء بضاعة واحدة لابنائنا وهي (الموت) تحت بند الجهاد والاستشهاد والانتقام والثأر والكرامة والعروبة وكل الشعارات السامية التي مسوا بها الجرح عند هؤلاء الصغار الذين اقتاتوا الاحباط منذ نعومة اظافرهم، ووقفنا جميعا آباء ومجتمعا وحكومات نتفرج، لقد اقنعوهم بعدم جدوى حياتهم وبانسداد باقي الابواب في وجوههم وانه لا نصر لهم ولا عزة ولا كرامة الا (بالموت) وجلسوا هم في بيوتهم تحت الحفتهم وهواء التكييف يلفح وجوههم الكالحة وابناؤهم من حولهم يرتعون بكل ما اوردته عليهم مصادر ارزاقهم، فهم اليوم كتاب مقالات وامراء جماعات وخطباء ورؤساء جمعيات يلبسون ثوب الورع ويذودون عن قوميتنا وعن عروبتنا واسلامنا، فان قال الافغان آه قالوا كلنا افغان، وان قال العراق آه قالوا كلنا عراق وان قالت كشمير آه قالوا كلنا اصوافها! فماذا خلفوا لنا من بعد ان شرب ابناؤنا (سم التحريض)؟ هاهم فلذات اكبادنا يتركون مقاعدهم الدراسية ويثورون اما في الشوارع يتظاهرون واما في جماعات ينتظمون منذ الخمسينات الى اليوم فان احتضر شعار الدولة القومية نهض شعار الدولة الاسلامية، ومن اجل احلامهم واوهامهم يدفعون ابناءنا قرابين تصطدم برجال الامن او يدفعونهم للموت دون اعتبار حتى للهدف الذي يموتون دونه!ّ تفجير لفندق هنا وعمارة هناك، وباخرة هنا ومطعم هناك، او على اقل تقدير تظاهرة يسود فيها الزعيق ثم يعودون بهم لدخان شيشتهم يستعرضون بطولاتهم في حين تنوب عنهم العمالة الاجنبية بالانتاجية! وحكوماتهم عاجزة عن وقف هذا الاحتشاد المتزايد الاعداد وعاجزة عن تقديم البديل، واصحاب بضاعة التحريض يكتبون ويخطبون ويحاضرون ويوزعون المنشورات ويبيعون بالمزيد من الضحايا ويبيعون المزيد من الكلم القاتل في ظل حكوماتنا الرشيدة وبحمايتهم ضياع في ضياع. واليوم تبدو في الافق بوادر افاقة لحكوماتنا من بعد ان اضطرت ودفعها الاصطدام بها لان تحاول انقاذ ما يمكن انقاذه بمحاولتها الخجلى المترددة للتنسيق بين رجال الأمن ووزارة العدل عل وعسى تعثر لجنتهم التنسيقية على وسيلة تنفعهم في كيفية التعامل مع (ينابيع) و(ماكنة) التفريخ تلك، ولهذا اطل اصحاب البضاعة يتداركون الموقف ويتساءلون (ما المقصود بالارهاب؟) ويلمزون (هل انتم قدها ياحكومات؟). انما نبشرهم ليطمئنوا فحكوماتنا غير مستعدة بعد لمواجهتهم، فتلك مواجهة تحتاج لفكر يطارح فكرا وهذا الفكر لم يجد بعد الجرأة الكافية ليعيد ترتيب الخارطة العقلية لشبابنا ويجازف (بمكانته) الشعبية كي يوجه هذه الطاقات لموقعها الصحيح.. حكوماتنا قادرة فقط على اعتقال التابعين وحبسهم وربما تعذيبهم من اجل الاعتراف بمن يرأسهم ومن وراءهم، تاركة لمنابع التفريخ العمل بكل الامان والراحة بكلمة تكتب هنا وخطبة تلقى هناك تشجع على شراء بضاعة تتراوح بمشتريها بين الغوغائية أو الموت! * كاتبة بحرينية