اللحظات الحاسمة بين الأمل واليأس

بين الامل واليأس.. وبين الضيق والشدة.. عاش ذلك الانسان, بكل ما للانسان من احاسيس.. وبكل ما للانسان من مشاعر.. وبكل ما للانسان من عواطف.. ذلك الانسان المتقلب.. وتلك الروح المضطربة... هي نتيجة حتمية لواقع مجتمع... وهي تجسيد لشخصية عبثت بها الهموم... ونخرت في عظمها الغموم... هذه الشخصية بكل معاني اليأس عاشت... وبكل معاني الامل ستعيش... اليأس واقع... والأمل سيقع... اليأس شدة وضيق... والأمل حياة واحلام وطموح... اليـأس سواد كالح... والامل نور ساطع.. ما أجمل الأمل... وما ابأس اليأس... ما أجمل الأمل حينما يقودك للرضا والتسليم... وما أبأس اليأس حينما يقودك للقنوط والاستسلام... ما اجمل الامل حينما يدلك على خيط رقيق تتشبث به.. وما أبأس اليأس حينما يمزق هذا الخيط... ما أجمل الأمل حينما تسبح في احلامه... وتتقلب في افكاره... وما أبأس اليأس حينما يحول هذه الاحلام الى كوابيس... بين هذين المتناقضين عاش هذا الانسان ليروي لنا قصة اضطراب... ورواية تردد... اضطراب بين الواقع والمستقبل... وتردد بين الأمل واليأس... لكن... وبعد طول اضطراب وطول تردد... اتجه هذا الانسان لمن خلق اليأس وخلق الأمل... اتجه لربه الذي ركب فيه هذه العواطف.. وهذه الانفعالات... اتجه في الثلث الاخير من الليل... الى زاوية في غرفته المظلمة... وبدأ في قرع ابواب السماء... يقول الرب جل وعلا: (ولا تيأسوا من روح الله, انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) فيرى الامل في كل عرق من عروق جسده... لتشرق بذلك شمس اصيلة... تمحي ظلام غرفته... وتمحي ظلام اليأس الجاثم على قلبه... وليعيش انسانا آخر... بعواطف واحاسيس اخرى... بحياة كلها امل... وكلها طموح... وكلها رضا... إبراهيم بن علي الزيد - النعيرية