DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

يوسف عويض

مشوار وتجربة

يوسف عويض
يوسف عويض
أخبار متعلقة
 
عندما تقاعد من عمله بوزارة الخارجية شعر يوسف احمد حسن عويضة براحة كبيرة. احس الدبلوماسي المتمرس ان اثنين وثلاثين عاما من الجهد المضني لم تضع سدى. وأيقن ان اخلاصه في خدمة الوطن أكسبه تقدير المسؤولين ومنحه حب الناس, وتلاميذ كثر يعترفون بـ(استاذيته) ويحفظون له الجميل. عمل يوسف عويضة في مواقع كثيرة وكان آخرها في القنصلية السعودية في سنغافورة, ثم في فرع وزارة الخارجية بالدمام. وفي هذا العمل وذاك كان (التواضع) طريقه الى النجاح, و(علو الهمة) وسيلته في الوصول للهدف, و(صفاء النفس) دليله لكي يفهم أكثر ويرى أبعد و(حسن الإصغاء) أسلوبه في التعامل مع معاونيه, و(رحابة الصدر) طريقته في حل ما يواجهه من مشكلات, وقبل هذا وبعده كان (التسامح) ولا يزال أكثر الكلمات شيوعا في قاموسه الإنساني. في المدينة المنورة وبالقرب من مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ولد يوسف عويضة وفي ربوعها الطاهرة عاش أجمل فترات حياته, وفي مدارسها انهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية. بعد حصوله على الثانوية العامة التحق بالكلية الحربية في القاهرة, ولم يكمل برنامجه الدراسي لسوء حالته الصحية, فعاد الى المملكة, والتحق بجامعة الملك سعود وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية. في ذلك الوقت البيعد كانت خيارات التوظيف والعمل التجاري متاحة ومتعددة, واختار يوسف عويضة العمل في وزارة الخارجية, وشجعه على ذلك تخصصه في العلوم السياسية, ورغبة أخيه الذي كان يعمل في نفس الوزارة. في البداية عين يوسف عويضة في الإدارة العربية بالوزارة, ثم انتقل الى (الأرشيف العام) فكان الأرشيف هو الكلية الثانية التي اطلع فيها على كثير من المعلومات عن الوزارة, ثم نقل الى الإدارة المالية في الوزارة ومنها الى القنصلية السعودية في سنغافورة. في سنغافورة أمضى يوسف عويضة سبع سنوات.. كانت الحياة في سنغافورة جميلة ومريحة وكان الكثير من الأوروبيين يقصدونها للسياحة, ويتمتعون بمناظرها الخلابة وخدماتها السريعة. وكانت هناك بعض الجاليات السعودية والعربية في سنغافورة, وأفرز هذا التواجد العديد من المدارس الإسلامية والمساجد وفرع رابطة العالم الإسلامي. بعد سبع سنوات من العمل المتواصل نقل يوسف عويضة بناء على طلبه, من سنغافورة الى جدة ومنها الى فرع الوزارة بالدمام, والذي كان عبارة عن مكتب صغير لا تتجاوز محتوياته طاولة صغيرة وستة كراس وسيارة (بوكس) وآلة كاتبة واختام وأربعة موظفين وهم الفراش والسائق والمراسل والمدير. أصابه وضع المكتب بالإحباط ووجد يوسف عويضة نفسه أمام تحد كبير وقدم ملاحظات عن وضعية المكتب الى مدير شؤون الموظين في وزارة الخارجية ثم تحسن وضع المكتب مع انشاء مدينة الجبيل, وظهور عدد من معام التطور الحضاري في المنطقة, وتعيين أول دفعة من الموظفين وتم الانتقال الى مكتب جديد واستمر العمل الى ساعات الليل لانهاء المعاملات. ويرى انه اعطى وزارة الخارجية جهده وإخلاصه ومثابرته فيما اعطته الخارجية الفرصة لخدمة وطنه وتقدير المسؤولين والسيرة الطيبة والسمعة الحسنة وحب المواطنين. وحول تقاعده المبكر, يرى انه أتاح له الفرصة لدخول عالم الأعمال والمال, لينضم الى معظم أفراد عائلته الذين يعملون في هذا الحقل وليؤسس مكتبا لتقديم الاستشارات ودراسات الجدوى ويسعى من خلاله الى مساعدة الكفاءات السعودية ورفع مستواها العلمي. وهو لا يحب السفر لانه يبعده عن أولاده ويحرص على ان يمضي اجازته داخل المملكة ويتمنى ان يستقر بالكامل في المدينة المنورة مسقط رأسه وهوى قلبه واحب الأماكن اليه والى أولاده وهو لا يزال يتذكر بداياته الأولى فيها وكيف كان يتذاكر دروسه مع زملاء الدراسة وعمله في محل والده خلال الاجازات المدرسية وعمله في أماكن اخرى خلال موسم الحج ويرى ان جيله كان أكثر حظا من الجيل الحالي ولكن الحظ وحده لا يكفي فلا بد ان يسنده الاخلاص والأمانة والتقوى والمثابرة واتقان العمل وخدمة الوطن. ويتخذ يوسف عويضة قراراته بعد دراسة مستفيضة, فقد تعلم من دراسته العسكرية الدقة وإجراء (تقدير الموقف) قبل اتخاذ القرار ومن دراسة العلوم السياسية اكتسب القدرة على الرصد والتحليل والربط بين الظواهر والوصول ـ من خلال المقدمات الصحيحة ـ الى النتائج الصحيحة. ويرى انه نجح في حياته العملية وقدم كل ما يستطيع لخدمة وطنه الذي اعطانا الكثير ويستحق منا الكثير جهدا وعملا وإخلاصا.