DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خليل الفزيع

خليل الفزيع

خليل الفزيع
خليل الفزيع
أخبار متعلقة
 
لا اعتقد ان هناك شعبا يتجاهل قيمة الوقت ويستطيع تحقيق التقدم في اي مجال.. لان هذا التقدم غالبا مايكون مرتبطا بشكل او بآخر بالجدول الزمني الموضوع لتنفيذ خطة بعينها فهذه الخطة في الغالب مرتبطة بزمان ومكان معينين, واي خلل فيهما هو خلل في الخطة نفسها ومانفذ او لم ينفذ منها وما ينجم عن هذا الخلل لايمكن ان يكون في صالح اي توجه تنموي لانه سيؤثر حتما على مايليه من خطط فيما بعد.. وعلى مستوى الافراد فان هدر الوقت يعني التخلي عن مكاسب يمكن تحقيقها في وقت معين وفي المقابل فان التخلي عن ذلك العمل المعين هو هدر للوقت المحدد لتنفيذ ذلك العمل ومامن عذر يبرر هدر الوقت اذا ادركنا أنه قيمة لاتعوض وهو ثروة ناضبة لان الساعة او الدقيقة او الثانية او اللحظة التي تمضي من عمر الانسان لايمكن تعويضها بالنسبة له وهذا القياس له علاقة بالحياة عامة فهي في النهاية حياة البشر جميعا. ولان هدر الوقت من السلبيات التي نعايشها دون ان نشعر بخطورتها فان ذلك يأتي في سياق الاهدارات الاخرى التي نعايشها بكثرة في حياتنا العامة.. اهدار المياه.. اهدار الطاقة.. اهدار المال.. اهدار الصحة واهدارات اخرى نمارسها بوعي او بغير وعي عندما تتسرب الامور من سيطرتنا كما تتسرب المياه من بين اصابع الكفين دون فائدة ترجى. نحن نقوم بجهود كبيرة للتوعية من اضرار هذه الاهدارات.. التوعية لتوفير المياه وعدم الاسراف في استهلاكها والتوعية للاقتصاد في استهلاك الطاقة والتوعية لحفظ القرش الابيض لليوم الاسود وكذلك التوعية لتجنب كل مايضر بالصحة ويسئ اليها.. وكل ذلك من اجل اتباع الاساليب الصحيحة في التعامل مع هذه المواد القابلة للنفاذ شئنا ام ابينا.. ولكننا ننسى ان تكون ضمن تلك الجهود.. مايؤكد على اهمية الوقت واستغلاله الاستغلال الامثل وعدم التفريط في ساعاته ودقائقه وثوانيه سواء على مستوى الفرد المطالب بالا يقضي وقته سدى او على مستوى المؤسسات المطالبة بانتاج معين في زمن معين, او على مستوى الشعوب المطالبة بان تلحق بركب الحضارة وفي زمن قياسي. ان هدر الوقت يؤدي الى هدر مكاسب كثيرة وهو يعني في النهاية الانهزام امام اهواء الذات والخضوع للتقاعس والضعف امام تحديات الانتاج والتخلف عن ركب الحضارة ومامن شعب من الشعوب او امة من الامم ترضى بالتخلف وتقبل عدم مواكبة التقدم الذي تأخذ كل الدول بأسبابه وتسعى اليه بخطى حثيثة لان هدر الوقت قد اصبح من العادات المألوفة التي لاتستنفر الهمم ولا تستنفز الرغبة في الانتاج وتحسين الاداء فان قياس الوقت لم يعد مرتبطا بالمقياس الميكانيكي بل هو اقرب الى المقياس الانتاجي بمعنى ان هذا الوقت يكتسب قيمته المادية من حجم الانجاز الذي تحقق خلاله وان احتفظ بقيمته الادبية المطلقة. وما اغرب ان يحافظ الانسان على اشياء اقل قيمة او يمكن تعويضها فيما بعد ولكنه لايحافظ على الوقت الاكبر قيمة والذي لايمكن تعويضه بأي حال من الاحوال ولو ادرك الخسارة المترتبة على ضياع الوقت دون فائدة لتمنى ان يعود الزمن من جديد ليملأه عملا وانتاجا واصرارا على الاستفادة من كل ثوانيه ولحظاته. وما الحياة في جملتها الا دقائق وثوان.