صدام حسين اعتدى على الشعب الإيراني ثماني سنوات وعلى الشعب الكويتي سبعة أشهر وبدأ العدوان البربري الأمريكي على العراق ساحقا بذلك كل القوانين الدولية والإنسانية فماذا كان موقف إيران وموقف الكويت؟
نشرت جريدة الحياة يوم الأربعاء 2003/3/26م الخبر التالي (نظمت الكويت أمس أول مظاهرة في العالم العربي مؤيدة للحرب الأمريكية على العراق) وسار المتظاهرون يحملون الأعلام الأمريكية والبريطانية والكويتية رافعين لافتات تدعو إلى مقاطعة دول الضد.
هذا مضمون ما نشرته الحياة وكان الأجدر بها أن تقول (نظمت في الكويت أول مظاهرة في العالم) بدلا من قولها (العالم العربي) لأن العالم كله بمن فيه الشعب الإمريكي تظاهر ضد الحرب.
وقد رأينا على شاشات الفضائيات الألوف من الشعب الإيراني رسميين وشعبيين ومن مختلف الفئات والأعمار في مظاهرة حاشدة تندد بالعدوان الأمريكي على العراق ومن بين تلك الحشود أمهات بعض الذين قتلوا في الحرب العراقية الإيرانية وقد سمعنا إحدى الأمهات تقول: (ابني لم تقتله العراق لقد قتلته أمريكا وقد بقي لي الآن ثلاثة أولاد وأنا مستعدة لإرسالهم إلى القتال في صفوف العراقيين).
إن الشعب الكويتي احتلت أرضه
نعم
إنه أهين وعذب
نعم
ولكن هناك فيما تسمى قيم الأمة والعقيدة والجوار والأخلاق الإنسانية وإذا كان طاغية واحد تنكر لهذه القيم فليس من المعقول أن يتنكر لها شعب عرف بحرصه على كل تلك القيم.
لماذا حدث هذا؟
لعل فيما طرحه أحد الكتاب الإجابة عن هذا التساؤل وهو: أن الإعلام الكويتي منذ إعلان العدوان انتهج أسلوبا أشد في أمريكيته من الإعلام الإمريكي نفسه.
إن مشاهدة الفضائية الكويتية لبضع دقائق تصيبك بالدهشة والذهول لما كشف عنه أو تنضح به صراحة وضمنا من شماتة وسخرية بكل مشاهد عربي.
