في العراق يبدأ الصيف غدا وصيف بغداد اتذكره حارقا مع هبوب الرياح الساخنة في عز الظهر.
عام 1990 كنا نغطي القمة العربية الاخيرة في بغداد حين كان يلفحنا مهب شديد التوهج كنا نحس بهذا التوهج في الرياح لكن شيئا لم نكن نشعر به وهو ان عاصفة سياسية ستجتاح المنطقة بعد اشهر. مضت الاشهر ومضت السنوات واجتاحت المنطقة عواصف ورياح لم تهدأ حتى اليوم مرّ الصيف والخريف والشتاء والربيع، مرت كل فصول الطبيعة والعواصف السياسية لاتزال في ذروتها العاتية. غدا الصيف في بغداد وصيف هذا العام يختلف فكل الانظار تتجه إليه لان كلمته ستكون حاسمة في مجرى الاحداث.
صيف قد يحسم المعركة في مواجهة الصواريخ والطائرات حيث لم تحسمها الدبلوماسية ولا مجلس الأمن.
على مدى السنين شهدنا فصولا شديدة التقلب في الطبيعة وفي السياسة وغدا يعود صيف بغداد ومعه نعود الى حرقته والى حرارته وكلنا أمل في ان يكون صيف هذا العام آخر الفصول الحزينة على بغداد واكثر على كل الأمة الجريحة.
عمان العمانية
