كنت احكي في الحلقة السابقة عن مفهوم العلاقات العامة في أجهزتنا الحكومية وإجمالا البعض في القطاع الخاص، وكيف تحول نشاط العلاقات العامة الى مجرد اجهزة تتابع ما ينشر في الصحافة عن المسؤول الاول في الجهاز اضافة لشغلات اسرية واجتماعية يوجّب فيها مسؤولو العلاقات العامة عن الرئيس او المدير العام يخليه ربي.. والمسؤول عندنا اول ما يصدر قرار تعيينه اول ما يفكر فيه طبعا ليس برنامج التطوير للجهاز الذي اختير له، وانما رجل علاقات عامة اخطبوطي في العلاقات وارهابي في اساليب التصريف والبلف والتشويق ويجمّل ويواجه في المواقف العامة والخاصة... وبدون مبالغة، يجير المسؤول الاول ادارة العلاقات العامة لاحواله وشخصيته ورهاناته فيما اذا كان الرجل يفكر على وسيع كأن يترشح لوزارة او وكالة وزارة او عضوية في مجلس من المجالس الحكومية او التجارية.. واذا وفق المسؤول في رجل علاقات عامة محترف بالمواصفات السابقة فالله يخلف على الجهاز ويعوض على الجمهور الغلبان ومصالحه التي ستصبح في خبر (كان)، لان الرجل سيكون مشغولا على الآخر بصوره واخباره في الصحف وملاحقة ما يكتب عن الجهاز من مديح وتدبيج بالثناء والتقدير على شخص المسؤول واشادات بمخه النظيف، وعبقريته الخرافية التي لم يشهد لها مثيل بطبيعة الحال، في ظل زحمة بالشكل هذا لدى المسؤول ، لا احد يتوقع ان يكون لدى الرجل وقت لهموم وعلل واداء جهازه الاداري.. وفعلا ، حرام والله مطالبة المسؤول او كبار التنفيذيين المساعدين له في الجهاز باعطاء الجمهور شيئا من الوقت او حتى موظفي الجهاز وما لديهم من مشكلات عمل تحتاج تدخله او دعمه.. مسؤول كهذا تمشي اموره ولا احلى في المجتمع ويحقق طموحاته في عوالم الوجاهة بكل يسر وسهولة اذا رزقه الله بشاب أسطوري ولاعب صح مع الصحافة ومع وجهاء الحياة العامة وعلية القوم من المسؤولين ، لا والاخطر طبعا عندما يصبح زمام الامور الفعلية لادارة الجهاز مثل حكومة الظل.. وسيكون هو الآمر الناهي في مشاكل وهموم واحتياجات الجمهور الداخلي والخارجي.. ويصبح ثقيل الوزن ويهاب جانبه بقدر التصاقه بالمسؤول الاول والثقة الممنوحة له للتصرف في الجهاز وفي خلق الله.
