أوشكت الجمعيات العمومية على الانتهاء وأوضح نتيجة فيها هذه السنة هي هزيمة المساهمين في سعيهم الدؤوب لتحريك جبال الادارات العامة ليبسطوا ايديهم قليلا بزيادة التوزيعات على المساهمين.
طالما ظلت ايادي الشركات العامة مغلولة الى اعناقهم، فقد عودوا المساهمين على مستوى معين من توزيعات الارباح وظلوا عند تلك المستويات دون أن يرفعوها.
ورغم أن الاحتياطات المختلفة متخمة بالنقد الخامل، إلا أن إدارات الشركات
المختلفة تصر على إبقاء هذا النقد في قبضتها. لقد سمعنا أصواتا كثيرة تطالب بزيادة التوزيعات، ولكن نفس المساهمين كان ينفخ في قربة مخروقة ، فلا عزاء للمساهمين في هذه السنة تماما كما كان الحال خلال السنوات الماضية. ان هزيمة المساهمين هذه تعود على أعضاء مجالس الادارة أنفسهم بنفس الضرر، فهم يعتبرون كبار المساهمين بأنفسهم، أو يمثلون أكبر مساهم في البلد وهو الحكومة. فكما حرم بقية المساهمين من هذه التوزيعات كذلك حرمت الحكومة وحرموا هم. والضرر مضاعف لأن شح التوزيعات له أثر سلبي على أداء السهم في السوق، وذلك يؤثر سلبا على القيم السوقية للاسهم ، وذلك بدوره يؤثر سلبا على ثراء الجميع، وعندما يكون الجميع أقل ثراء يكون الاقتصاد بأكمله أقل ثراء كذلك .
